تفتح الولاياتالمتحدةوكوبا صفحة جديدة في علاقاتهما بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة مع إعادة فتح سفارتيهما في واشنطن وهافانا اليوم. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيلتقي في واشنطن اليوم مع نظيره الكوبي برونو رودريجيز الذي يشهد إعادة فتح سفارة بلاده وهي خطوة ذات قيمة رمزية هائلة في عملية تحسين العلاقات بين البلدين التي بدأها الرئيس باراك أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو في ديسمبر الماضي. وبالتزامن سيتحول المبني الذي يضم الممثلية الدبلوماسية الأمريكية في هافانا إلي سفارة لكن الحفل الرسمي لإعلان ذلك سيقام في أغسطس القادم بحضور كيري. وتوقع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن يجري كيري ورودريجيز «محادثات جوهرية». ويعد اجتماع كيري ورودريجيز الأول من نوعه منذ سبتمبر 1958 حين عقد جون فوستر دالاس وجونزالو جويل آخر اجتماع بين وزيري خارجية البلدين. وكانت العلاقات بين البلدين قد تميزت بالهيمنة الأمريكية حتي عام 1959 الذي شهد وصول فيدل كاسترو ورفاقه إلي الحكم وهو الأمر الذي قوبل في بالبداية باللامبالاة من جانب واشنطن لكن مع إطلاق نظام كاسترو إصلاحا زراعيا مرفقا بحملة واسعة لتأميم أراض وشركات أمريكية أصبحت الولاياتالمتحدة عدوا ورد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في يناير 1961. وفي فبراير 1962 فرضت واشنطن حظرا ماليا واقتصاديا علي الجزيرة في المقابل بدأ نظام كاسترو في تقديم الدعم لحركات ثورية أخري في أمريكا اللاتينية وفي التقرب من الاتحاد السوفيتي. وفي أكتوبر من العام نفسه كادت أزمة الصواريخ السوفيتية الشهيرة في الجزيرة أن تتحول لنزاع نووي عالمي وفي ذلك الوقت كرس فيدل كاسترو الطابع الشيوعي لثورته.