«العيدية» هى ما كانت توزعه الدولة من نقود فى العيدين العيد: كلمة آرامية.. وكلمة عيد وردت في القرآن الكريم مرة واحدة حيث وردت في سورة المائدة. وترجع كلمة عيد إلي كثرة عوائد الله علي عباده من غفران للذنوب.. فعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان المبارك وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر وبذلك يأتي العيد بعد العبادة والغفران، والعيد هو يوم الجائزة للعبد المؤمن الذي أدي شهر رمضان ايمانا واحتسابا لوجه الله. العيدية وتنسب العيدية إلي العيد، وعن أصل العيدية.. فهي لفظ اصطلاحي أطلقه الناس علي كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي «عيد الفطر وعيد الأضحي» كتوسعة علي أرباب الوظائف وكانت هذه العيدية تعرف بالرسوم في اضابير الدواوين ويطلق عليها التوسعة في وثائق الوقف. وقد حرص الفاطميون علي توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجا عما كان يوزع علي الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلي قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة وكان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلي أحد أبواب قصر الخلافة. وقد اخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي وأطلقوا عليها «الجامكية» وكانت تقدم العيدية علي شكل طبق تتوسطه الدنانير الذهبية ويحيط به الكعك والحلوي، وتقدم العيدية من السلطان إلي الأمراء وكبار رجال الجيش وتقدر العيدية حسب الرتبة التي تقدم لها. عيد الحلل أطلق الفاطميون اسم عيد الحلل علي عيد الفطر المبارك حيث كانوا يتولون كساء الشعب.. وخصصوا لذلك 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك وذلك في عام 515ه. أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت مسمي دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان، وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور، والبندق ويعمل الكعك أكثر من مائة عامل.