بعد رسالة تحد وجهها اليونانيون لأوروبا برفضهم شروطها لإنقاذهم، بعثت أثينا برسالة مهادنة إلي الدائنين مع استقالة وزير ماليتها أمس مما رفع سعر اليورو مجددا بعد تراجعه أمس الأول متأثرا بنتائج الاستفتاء الحاسم بشأن اتفاق الانقاذ. ووسط احتفال حزب «سيريزا» برفض اليونانيين مقترحات الدائنين، أعلن وزير المالية «يانيس فاروفاكيس» استقالته، قائلا في بيان إنه «تم اخطاري بأن بعض أعضاء مجموعة اليورو يفضلون غيابي عن الاجتماعات، وهي فكرة رأي رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس انها قد تكون مفيدة من أجل التوصل إلي اتفاق». واختتم بيانه قائلا «سوف اتحمل باعتزاز كراهية الدائنين». ونقلت رويترز عن مسؤول بمجموعة اليورو إن «لا أحد يريد أن يري فاروفاكيس مجددا بعد أن وصفنا بالإرهابيين»، مشيرا إلي تصريح سابق لوزير المالية اليوناني في معرض انتقاده الدائنين. تحدي لأوروبا وكان اليونانيون قد وجهوا ضربة أمس الأول للدائنين الأوربيين حيث رفض 61،3% منهم شروط اتفاق الانقاذ في تحد لأوروبا التي سبق وتوعدتهم في حال رفضهم شروطها وحذر مسئولوها الماليون من خروج اليونان من دائرة اليورو وخطر الانهيار المصرفي لأثينا. وأشاد تسيبراس أمس بنتيجة الاستفتاء قائلا إن حكومته مستعدة للعودة فورا للتفاوض مع الدائنين في محاولة لدفع البنوك لإعادة فتح أبوابها من جديد، موضحا ان ما منحه اليونانيون له من تفويض «هو من أجل التوصل إلي حل قابل للبقاء وليس الصدام مع أوربا». والتقي تسيبراس أمس مع قادة ستة من سبعة أحزاب ممثلة في البرلمان في القصر الرئاسي لمناقشة تحرك أثينا خلال الفترة المقبلة. كما أجري مباحثات هاتفية مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بشأن التطورات، أعرب خلالها بوتين عن دعمه للشعب اليوناني لتجاوز الصعوبات. وكان المتحدث باسم الكرملين قد أعلن في بيان أن موسكو تأمل في تحقيق تسوية بين اليونان ودائنيها».ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محللين ان اليونان باتت علي شفير الانهيار المالي وفي حال عدم تلقيها قريبا أموالا وقروضا من المؤسسات الأوروبية فقد تجد الحكومة نفسها مضطرة إلي اعتماد عملة «موازية» تعرف باسم «آي أو يو» بحسب الاحرف الاولي لعبارة «انا ادين لك» بالانجليزية، او العودة إلي الدراخما. وسيحدد البنك المركزي الأوروبي بصورة وشيكة ما اذا كان سيرفع سقف السيولة الطارئة المقدمة لليونان. ورغم أن مسؤولي منطقة اليورو أوصدوا الباب أمام أي احتمال لاستئناف سريع للمحادثات إلا أن القادة الأوروبيين بدأوا مشاورات مكثفة بعد استفتاء اليونان. وتباحث رئيس المفوضية الاوربية «جان كلود يونكر» عبر الهاتف أمس مع كل من رئيس المجلس الاوربي «دونالد تاسك» ورئيس البنك المركزي الأوربي «ماريو دراجي» ورئيس مجلس وزراء مالية دول منطقة اليورو «يروين ديسلبلوم». وأعلنت مجموعة اليورو في بيان أمس ان وزراء المالية في دول المنطقة «ينتظرون من السلطات اليونانية ان تعرض اقتراحات جديدية تتعلق بالميزانية والاصلاحات». وزراء المالية كما اجتمع ممثلون لوزراء المالية في منطقة اليورو في بروكسل تمهيدا لاجتماع وزراء مالية دول المنطقة. ويلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل خلال ساعات في باريس علي عشاء عمل ل «تقييم انعكاسات الاستفتاء» وهو لقاء يسبق قمة مقررة لقادة مجموعة اليورو اليوم في بروكسل. في تلك الأثناء، قال المتحدث بإسم ميركل ان ألمانيا «لا تري اي أساس في الوقت الحالي لبدء مفاوضات مع اليونان بشأن خطة انقاذ جديدة لكن الباب يظل مفتوحا لدراسة اي مقترحات تضعها اليونان علي طاولة المفاوضات بشأن الانقاذ». ومن جانبه دعا وزير المالية الفرنسي «ايمانويل ماركون» الأوربيين لاستئناف المحادثات السياسية مع أثينا، مؤكدا ان «نوعية المفاوضات القادمة» هي ما ستحدد ما اذا كانت اليونان ستخرج من منطقة اليورو ام لا. ودعا الوزير الفرنسي البنك المركزي الأوربي لاستئناف السيولة الطارئة التي يمنحها للبنوك اليونانية. وفي بريطانيا، قال متحدث باسم رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» ان البلاد «ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية اقتصادها»، مشيرا إلي وضع خطط طارئة بالفعل وسيبحث كاميرون تطبيقها في ضوء نتيجة الاستفتاء في اليونان.