دعمنابلاحدود لأشقائنا في الكويتوتونس وهم يواجهون الهجمات الإرهابية المنحطة، وإدانتنا كاملة للارهاب الذي ضرب في فرنسا في نفس اليوم.. ربما انتقاما من مواقف ايجابية أخيرة للسياسة الفرنسية، وربما لتذكير أوربا بالخطر الذي توهموا يوما أنه بعيد عنهم. الضربة في تونس موجعة لأنها قضت علي السياحة وهي المصدر الأول للدخل القومي لفترة طويلة قادمة، ولأنها أدخلت تونس في قلب الخطر حيث استوطن الارهاب علي الحدود ثم تسلل إلي عمق القطر الشقيق الذي بدأ منه الربيع العربي. والضربة في الكويت خطيرة للغاية،تستهدف التوازن الدقيق الذي تعيش في ظله الكويت وسط المخاطر التي تحيطها من كل جانب. وحيث يتحول الخليج العربي إلي بؤرة للصراعات الإقليمية والدولية. وقد أدرك الاشقاء في تونس أن الخطر علي الجميع وأنه لابديل عن حرب لاهوادة فيها ضد الارهاب بكل اللافتات التي يتخفي وراءها.. وأدرك اشقاؤنا في الكويت أن شق الوحدة الوطنية هو الكارثة التي يستهدفها الارهاب ومن يدعمونه من القوي الإقليمية والدولية. ومن هنا كان رد الفعل الطبيعي هو وحدة الصف لضرب المؤامرة، ودعم القيادة الحكيمة للقطر الشقيق في معركة لايبدو حسمها قريبا، ولمعركة لامجال فيها إلا للنصر علي عصابات التطرف والارهاب، ومخططات التقسيم واغراق المنطقة في الحروب الأهلية والطائفية. وما حدث في القطرين الشقيقين يؤكد صحة ما طرحته مصر منذ اليوم الأول من أن الخطر سيصل إلي الجميع، وبأن الحرب علي الارهاب لابد أن تكون شاملة وأن الاكتفاء ببضع غارات جوية في العراق كما قالت أمريكا، معناه دعوة مفتوحة لكل إخوان الإرهاب والدواعش ليستبيحوا الوطن العربي ويغرقوه في الدم. ولعل الإسراع في بناء القوة العربية المشتركة هو الرد الصريح والعاجل علي ما يواجهه العرب من تحديات ومخاطر نعرف جميعا أن أي دولة عربية لن تستطيع مواجهتها منفردة، وندرك الآن أن من اعتمد علي أن واشنطون أو غيرها سوف يوفر لها الحماية يدرك انه بلاحماية!! كما ندرك أن من ساوم التطرف أو تساهل معه يعرف الآن جيدا أن الحديث عن «إرهاب معتدل» هو خرافة، وان استئصال جذور التطرف تعني الحرب الشاملة ضد كل من اختطفوا الدين وتاجروا بالاسلام، ورفعوا رايات الجهاد ضد أوطان عربية لم يؤمنوا بها، وضد إسلام حقيقي كان وسيظل للأبد دعوة للحرية والعدل وكرامة الإنسان. الإرهاب واحد، والانتصار عليه مرهون بأن نخوض الحرب ضده صفا واحدا، وجهدا مشتركا، ورؤية تحمي أوطانها وتحتمي بعروبتها.