فانوس رمضان أبو شمعة يداعب خيالي قبل دخول شهر رمضان بأسابيع فهو يمثل احد طقوس شهر رمضان للمصريين وبالنسبة لي يرتبط بأيام الطفولة السعيدة وباعتزازي بالتراث الموروث عن أجدادنا الفاطميين أصحاب الفضل في الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بالاعياد والاحتفالات الدينية التي جعلت لهذه المناسبات مذاقا خاصا، ولذلك تولدت في أعماقي رغبة ملحة لشراء فانوس لنفسي بمواصفات الخمسينيات والستينيات والذي ينور بشمعة ولا يصدر عنه اصوات واضاءة تزعج الأذن والعين مثل الفوانيس المصنوعة في الصين وبعض دول الشرق الاقصي. فمنذ سنوات شهدت الاسواق المصرية غزواً مكثفا للفوانيس المستوردة من الصين والتي تميزت برخص ثمنها وتنوعها والتي تساير التيار السائد فكادت ان تقتل الفانوس التقليدي المصنوع من الصاج بزخارف اسلامية وزجاج ملون فتقضي علي هذه الصناعة والأهم من ذلك كله ان مصر كانت تنفق حوالي 60 مليون دولار لاستيراد هذه الفوانيس ووفقا لاحدي الجهات المطلعة كان يدخل مصر نحو 700 ألف فانوس سنويا، واثلج صدري عندما علمت إنه منذ إبريل الماضي أصدرت وزارة التجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة قراراً بحظر استيراد فوانيس رمضان وأن الموجود في الاسواق حاليا هو بقايا الفوانيس التي كانت مطروحة في الاسواق في شهر رمضان الماضي، كما انني من بين هؤلاء الذين يشجعون شراء المنتج المصري بدلا من المنتجات المستوردة واعتزم القيام بزيارة إلي منطقة باب الشعرية للتجول في شوارع أمير الجيوش الذي يعد طوال شهر رمضان معرضا مفتوحا للفوانيس كما تعد منطقة الحسين والجمالية والدرب الأحمر والسيدة زينب أشهر المناطق في صناعة الفوانيس التقليدية. واعتدت مع قدوم شهر رمضان ان اخصص ركنا في صفحة المرأة تحت عنوان «حكاية فانونس رمضان» اتناول خلاله كيف عرف المصريون الفانوس واليوم بعد التقاعد أروي لاحفادي أن أول من عرف الفانوس في رمضان هم المصريون حملوه يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادما من المغرب وذلك في اليوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية وبقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتي آخر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل عام وتحول الفانوس كرمز للفرحة وتقليد محبب في شهر رمضان. وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلي العديد من الدول العربية كما تحرص بعض الاسر المصرية علي شراء فانوس ضخم تضعه في احد اركان الشقة أو في المدخل أو علي باب العمارة.