هو ليس فقط امتحانا تونسيا، هذا الذي ينتظر ناديي الاهلي والزمالك هذا الاسبوع في بداية دوري المجموعات بالكونفيدرالية، لكنه امتحان يتوافق مع ما يؤديه طلاب الثانوية العامة هذه الأيام.. الأهلي يخوض امتحانا في التاريخ وعلم النفس والزمالك علي موعد مع الاستاتيكا !! في مواجهة الترجي التونسي يتسلح الأهلي حامل اللقب الأفريقي بعد غد بالتاريخ القوي المساند له امام اشقائه التوانسة لدرجة تحول معه هذا التفوق الاحمر الكبير إلي عقدة حقيقية تطارد ابناء الزيتونة ودفعت وسائل الاعلام التونسية لتحذير فريقها الكبير قبيل حضوره للقاهرة معترفة بهذه العقدة وهي التي كانت في سنوات سابقة تخرج بمانشيتات قبل مثل هذه المواجهات تقول :» توحشناكم يا خبزتنا» معتبرة اللعب مع الفرق والمنتخبات المصرية مثل اللقمة السائغة الشهية من شدة ضمان التفوق عليها.. كانوا واكلينا رايح جاي ! تفوق الأهلي علي كل أندية تونس في السنوات الأخيرة وفوزه بل وتتويجه بعدة ألقاب قارية مرموقة علي حساب الصفاقسي والترجي والنجم الساحلي والبنزرتي وأخيرا الأفريقي جعل من بطل مصر عقدة نفسية عنيفة للاشقاء ويحوي علم النفس الذي ادي طلاب الثانوية امتحانه امس قبل امتحان التاريخ الأخير الكثير من معاني التأثير النفسي للشعور المسبق بالتفوق لصاحبه مثلما يصدر كل ما هو سلبي لكل من يقع ضحيته.. كما يحتاج الأهلي الذي يبدو قد فقد فرصة الاحتفاظ بلقبه المفضل في الدوري إلي التسلح بنظرية الدوافع التعويضية التي تحظي بأهمية بارزة في علم النفس وما تعنيه لصاحبها من حوافز للتفوق وتنشيط لكل من يحثه عليه.. فهل يعي الأهلي جيدا قيمة درس التاريخ وأهمية سلاحه النفسي.. علي فكرة معظم اعضاء جهاز الأهلي كانوا أدبي !! واذا كان الأهلي يدخل مباراة الاحد متسلحا بالتاريخ وعلم النفس ضد الترجي فإن شقيقه الزمالك يدخل امتحانا تونسيا اخر مع الصفاقسي بالقاهرة ايضا غدا في ذات البطولة والدور وإن كان في المجموعة الثانية.. الزمالك صاحب لقب الشهرة التاريخي: الفن والهندسة يتواكب امتحانه التونسي مع اداء طلاب الثانوية امتحان الاستاتيكا وهي ايضا نوع من الهندسة ! الزمالك يعيش أجمل لحظات تاريخه الحديث وبات قاب قوسين او ادني من الفوز بلقب بطولة الدوري المحلي الغائب عنه منذ عشر سنوات كاملة وهو ما جعل ملامسة الدرع لجماهيره اهمية كبيرة وشوقا عزيزا لكن للمشوار الأفريقي حسابات أخري وللعب مع الصفاقسي أيضا اعتبارات خاصة.. الزمالك يلعب في مجموعة أهدأ نسبيا من مجموعة الاهلي القوية بأطرافها وحساسياتها العربية فالأهلي معه إلي جانب الترجي كل من النجم الساحلي التونسي والملعب التونسي بينما ينافس الزمالك والصفاقسي كل من اورلاندو بيراتس الجنوب افريقي وليوبار الكنغولي وعلي الزمالك أن يستعين بالأهلي في التعرف علي صعوبة وقوة هذين الفريقين الأخيرين وخطورة الاستهانة بهما فلقد كان لهما مع الاهلي فاصل طويل من الاثارة والندية في العامين الأخيرين.. فاكرين اورلاندو واستغلاله لصوم لاعبي الأهلي في ملعب ونهار ونار الجونة والفوز بالثلاثة ؟! الزمالك يمتلك حاليا فريقا محترما ولديه قدرات هجومية هائلة وتنيظم دفاعي جيدا في الاطراف لكنه ليس بدرجة المتانة والمناعة في العمق وهنا يجب التحذير من خطورة الفريق الصفاقسي في الهجمات الخاطفة التي يمكن أن يستغل فيها الضيوف المساحات الشاغرة بين خطي الوسط والدفاع من القلب واذا كان استمرار فيريرا في الزمالك وفتحي مبروك في الاهلي حتي اكمال المشوار الافريقي غير مؤكد حتي الان فإن كليهما يسعي بكل تأكيد لوضع فريقه علي الطريق القاري الصحيح.. بالتاريخ وعلم النفس يحتاج الأهلي العلامة الكاملة مع الترجي وبكل قوانين الاستاتيكا ومقومات الفن والهندسة يسعي الزمالك ايضا للدرجة النهائية.ذاكروا كويس.. ربنا معاكم