قبل عامين من الآن كنت عائدا من الصين مشاركا في حدث ثقافي مصري في بكين، تصادف أن كان تاريخ العودة متزامنا مع أول ايام رمضان.. تناولت طعام السحور قبل مغادرتي للفندق، وأمسكت حسب توقيت الآذان في بكين، وطرنا في اتجاه الامارات التي سأنزل فيها ترانزيت لعدة ساعات.. أثناء الطيران احترت هل افطر علي توقيت بكين التي تسبق القاهرة بسبع ساعات ام افطر علي توقيت دبي التي حللت بها اكثر من ثلاث ساعات ترانزيت.. لم آخذ بهذا وقررت مواصلة صيامي.. اذ كيف افطر والشمس امامي.. فأنا هنا اخير في اتجاه الشمس واخيرا افطرت عندما وصلت القاهرة، واكتشفت انني بذلك صمت اكثر من 21 ساعة.. هذا الامر الاستثنائي بالنسبة لي هو حال يومي لمسلمي سان بطرسبرج العاصمة الثقافية لروسيا، حيث يضطر المسلمون هناك الي الاستمرار في الصيام لمدة 21 ساعة لان الشمس ببساطة لا تغيب خلال شهر يونيو سوي 3 ساعات فقط. في رحلة عكسية لي قادما من الولاياتالمتحدةالامريكية كان الفارق بين غروب الشمس وشروقها من جديد قرابة الساعات الثلاث، وهو ما يعني ان أتناول طعام الافطار والسحور في تلك الساعات القليلة. بالنسبة لي ولمن يسافرون لمسافات طويلة هناك رخصة الافطار، والاعادة بعد ذلك، ومن يشق علي نفسه فهو الخسران لان الدين ما شاقه احد الا غلبه. اما بالنسبة لسكان سان بطرسبرج وبعض البلاد القريبة من القطب الشمالي فالأمر مختلف حيث يبدأ الصيام من الثانية صباحا ويستمر حتي مغيب الشمس التي تظل في الافق حتي العاشرة والنصف مساء.. هذه الامور تحتاج الي رأي شرعي خاصة ان الاسلام انتشر ووصل الي جميع اصقاع الدنيا واصبح هناك مثلا في سان بطرسبرج 3 مساجد.