أعتقد أن رئيس حي الدرب الأحمر الذي تمت إقالته من منصبه أول أمس، في أعقاب الجولة التي قام بها رئيس الوزراء بعد صلاة الجمعة، ليس هو رئيس الحي الوحيد المقصر في أداء عمله، بما يستوجب الإقالة أو الإعفاء من المنصب،...، بل أعتقد بوجود العديد من رؤساء الأحياء وأيضا المحافظين علي نفس الدرجة من الإهمال أو التقصير، ويستحقون أيضا نفس الجزاء. لا أقول ذلك شماتة في الرجل، الذي لا أعرفه، ولكني أقوله بناء علي حجم القذارة المنتشرة في أماكن وأحياء كثيرة بالقاهرة وجميع المحافظات، وأكوام القمامة المكدسة في الشوارع والأحياء، وبجوار العديد من الأماكن الحيوية في العاصمة وجميع المدن والمحافظات الأخري. ولا أقوله تقليلا من شأن أحد،..، ولكني أقوله ادراكا لأهمية تطبيق مبدأ الثواب والعقاب في محاسبة المسئولين علي الجميع، وضرورة المتابعة المستمرة لأعمالهم وتقييم مستوي أدائهم، ووفائهم بالمسئولية الموكلة إليهم والمكلفين بها، حتي تستقيم الأمور ويقوم كل منهم بواجبه أو يقال ويترك منصبه لمن هو قادر علي تبعاته. وأقوله بعد أن طفح الكيل بالمواطنين جميعا من سكان القاهرة بأحيائها المختلفة، وغيرها من المحافظات بطول وعرض الجمهورية، وهم يرون الإهمال والتسيب وعدم الانضباط، يسود جميع المرافق والخدمات في مدنهم وقراهم، ولا يرون حسابا ولا عقابا للمسئولين عن هذا الإهمال وذلك التسيب. ودعونا نأمل أن يقوم كل المسئولين بأداء عملهم والوفاء بمسئولياتهم علي الوجه الأكمل، دون انتظار للزيارات والجولات المفاجئة لرئيس الوزراء،..، وأن يتولي كل محافظ في محافظته مهامه في المتابعة والرقابة والإدارة والتنفيذ بأكبر قدر من الكفاءة والجدية والالتزام، وأن ينتقل ذلك إلي كل المديرين والمسئولين ورؤساء الإدارات من بعده في كل موقع وكل عمل، ومن لايقوم بذلك أو لايقدر علي القيام به عليه أن يغادر موقعه بالإعفاء أو الإقالة. ودعونا نتمني انتهاء جميع صور الإهمال والتسيب والفساد، واختفاء كل المظاهر السيئة والسلبية التي طفحت علي السطح خلال السنوات الأخيرة، وشوهت وجه الحياة في مصرنا الحبيبة، نتيجة غيبة الحساب وغياب الجدية والانضباط،...، وقبل ذلك وبعده غياب الضمير.