في النصف الأخير من الخمسينيات ذهبت سعاد إلي أختها فوزية في بيتها في حي الزمالك وشكت لها من ضيق الحال بعد طلاقها من زوجها ومعاناتها في تربية أبنائها فإقترحت عليها فوزية أن تأتي بإبنتها الصغيرة المحببة إلي قلبها لتعيش مع خالتها في الزمالك ومع إبن خالتها الطفل الصغير فخافت سعاد أن يتسبب هذا الإقتراح في غضب إسماعيل زوج فوزية فأكدت لها فوزية أن اسماعيل يحلم بإنجاب طفلة وهي ترفض تماماً لإهتمامها بجمالها وإكتفائها بطفل وحيد.. وبالفعل راقت لإسماعيل الفكرة ورحب بوجود هذه الطفلة الصغيرة بينهم وأخذ عهداً علي نفسه أن يتحوَّل من زوج الخالة إلي أب بكل معاني الكلمة لم تري هذه الطفلة حناناً في حياتها مثل ما رأته من اسماعيل أو بابا إسماعيل بعد ذلك كما كانت تنادي «كان كريماً معها ولا يفرق في المعاملة بينها وبين إبنه الحقيقي» عاشت في بيته ورأت عنده نجوم وسياسيين وأدباء وكتاب «رأت ثراء ونجاحاً وعاشت في فترة ذهبية بكل معاني الكلمه تربت وفتحت عيناها وأمامها عبد الحليم حافظ وشادية وتحية كاريوكا والقصري واستيفان روستي وو و.. أصبحت تنادي خالتها بماما وأمها بطنط ! عندما تظهر مع اسماعيل علي صفحات المجلات والجرائد يعرفونها بكريمته «فلانة» عندما يذهب معها إلي المدرسة بصفته ولي أمرها كان يخفي أنه زوج خالتها ويتظاهر بأن إسمه ليس اسماعيل بل إسمه الحقيقي هو علي إسم والدها المدون بأوراق المدرسة حتي يؤكد لهم أنها إبنته ومن صلبه.. مرت السنوات وبدأت الحياه والظروف تضيق علي إسماعيل وبطبيعة الحياة تأثر في عمله بعد أن تحول إلي كارت محروق وعاد في سنوات قليلة سريعاً إلي نقطة الصفر حجزت الضرائب علي بيته الواسع وأنتقل هو وأسرته إلي شقة أضيق وعاني هو وفوزية من ضيق الحال وقررا السفر خارج مصر إلي لبنان في نهاية الستينيات للبحث عن مورد رزق جديد ولم يفلح اسماعيل بل إزداد الأمر سوءاً وعاد مرة أخري ومعه فوزية والولد والبنت إلي مصر.. كبرت البنت وأصبحت في السادسة عشر من عمرها وبطبيعة ظروف حياتها كانت تبدو أكبر من سنها ورآها كاتب شاب له بعض الأعمال الناجحة في ذلك الحين وذهب إلي إسماعيل ليطلب يدها فرفضه إسماعيل بسبب ظروفه وفقره وكسر قلبه وحوَّل هذا الكاتب كسرته إلي نجاح وبهجة يسعد بها الملايين حتي الآن.. حتي جاء اليوم الأخير في شهر مايو من عام 1972 سقط إسماعيل ينازع الموت في أحضان بنت أخت مراته أو إبنته وفقاً لما فعله معها وبالفعل توفاه الله بعد أن قال لها كلمته الأخيرة : أنا ضيعتك معايا.. توفي اسماعيل وترك الفتاه وحيدة حائرة لا تستطيع إكمال الحياة مع خالتها أو أمها الفعلية حتي لاتكون عبئاً عليها بسبب قسوة الظروف ولا تقوي علي العيش في كنف أبيها أو أمها اللذان أنجباها بسبب عدم تعودها ! إلتقطها الكاتب الشاب وتزوجها لتبدأ من جديد صفحة جديدة وعاشت معه أربع أو خمس سنوات أنجبا طفل وحيد ثم أفترقا... عزيزي القارئ أحداث هذه القصة لشخصيات لم يجتمعوا أبداً أمامي ولم يجمعهم سوياً مشهد واحد في مخيلتي ولم يلتقوا أبداً في شقة الدقي.. شخصيات القصة شخصيات حقيقية : إسماعيل هو : الفنان العظيم إسماعيل يس. الكاتب الشاب : هو أبي الكاتب بهجت قمر. بنت أخت مرات إسماعيل : تبقي...............أمي. (رمضان كريم يا ماما). سلامو عليكو.