صورة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وهو يتجول وسط المرضي في العيادات الخارجية، لمعهد القلب (بالكيت كات) أثناء زيارته المفاجئة هذا الأسبوع... صورة بائسة لا تحتاج إلي تعليق..!! الغضب والضيق والتجهم الذي يكسو وجه رئيس الوزراء، يفضح فظاعة ما شاهده (أطقم الحمامات القديمة الموضوعة في طرقات الأدوار... ممرضة تكدس مشتريات أمام مدخل الدور.. فيعلق رئيس الوزراء هو احنا في سوق.. تزاحم وتضارب وبلطجة أمام أبواب العيادات ) إضافة إلي التقارير حول المعهد، والتي تؤكد فساد الدعامات، ونقص الدواء، وقيام أطباء المعهد بتحويل المرضي إلي عياداتهم الخاصة..!! نفس الفساد والإهمال وجده رئيس الوزراء، في جولته المفاجئة الأخري لمعهد (تيودر بلهارس) والذي وجده أيضا لا يقل سوءا عن معهد القلب، بينما مدير المعهد متغيب في إجازة، فطلب فورا من وزير الصحة، أن يقوم بإعفاء مدير المعهد من منصبه..!! نفس الفساد والإهمال وجده رئيس الوزراء في جولاته بالتأمين الصحي، وفي مواقع أخري مختلفة... وخلاصة الجولات كما قال محلب بوضوح (احنا مابنتغيرش عشان مفيش ضمير... ولابد من المحاسبة، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب). وبالفعل هناك مشكلة أخلاقية، لا أحد يؤدي عمله كما ينبغي، أو حتي (كما لا ينبغي).. حالة من التسيب والبلطجة والإهمال، لا تقابل بالمساءلة ولا العقاب ولا إعمال القانون، فتكون النتيجة المزيد من الإهمال والتسيب... وإذا كانت جولات رئيس الوزراء والمسئولين، ونزولهم إلي الشارع، وملامسة الواقع ومعاناة المواطنين بشكل مباشر، هو فعل إيجابي.. فلابد أن يحدث هذا، بالتوازي مع إجراءات وقرارات وقوانين تواجه المشاكل بالفعل، وتواجه الفساد بحسم.