نموذج لن يتكرر، وقصة لم تحدث من قبل. جملة قالها بثقة مدرب التنس العالمي انريكي جولدبرج ليصف البطل المصري أنور الكموني، معجزة بكل المقاييس، وطاقة أمل وحماس لكل اللاعبين في إسبانيا. والكموني لمن لا يعرفه هو شاب مصري تحدي المرض اللعين، أصابه التعب في إحدي بطولات التنس العالمية ليفاجأ بفشل في النخاع، قاوم 7 سنوات، وتغلب علي المرض وعاش فترات عصيبة، وكانت المكافأة بالشفاء، والمفاجأة بالعودة للملاعب، حاورنا البطل ونشرنا قصته بالأخبار، وتحرك الجميع متأثرا بقصته، إلا الدولة كانت غائبة كالعادة، نهتم فقط بالفنانين والراقصات، اختفت القدوة، وأهملنا الأبطال وقصص النجاح، لم يلفت أسطورة التنس أنظار مسئولينا، خذلوه، تلقفه الإسبان، سافر بعد نشر حكايته في الأخبار، لم تنقطع اتصالاتنا، كل يوم يبلغني خبرا مفرحا، يا خسارة لا كرامة لنبي في وطنه. قامت منظمة (فانسر الكانسر) العالمية الأسبوع الماضي بتكريم البطل، كأول حالة في العالم تعود للملاعب بعد زرع النخاع، وقالت المنظمة إن أنور الكموني هو النموذج الوحيد في العالم الذي عاد مرة أخري لممارسة التنس بشكل احترافي بعد زرع نخاع. كرموا البطل المصري وقال الكموني للحضور: كم هم سعداء بي في مصر وفخورون بتجربتي. وأنهي كلامه وقال: لا تتركوا حلمكم وصدقوا قوتكم التي أعطاها الله لكم، وكونوا أقوياء، لا تستسلموا. وأعدت المنظمة الإسبانية بالتعاون مع عدد من القنوات التليفزيونية فيلما وثائقيا عن أنور الكموني الذي قهر المستحيل. هاتفني الكموني فرحاً من إسبانيا، لكن حزنه كان واضحا بنبرات صوته، فلم يشعر به أحد في مصر واهتم به الإسبان وعرفوا قدر ما أنجزه. لو كان ممثل نص لبة أو راقصة أو أحد صبيانها، ربما كان يلقي الاهتمام. وإلي الرئيس عبد الفتاح السيسي.. مصر زاخرة بالشباب الذي يستحق الفخر، ونماذج مشرفة يعرف قدرها العالم، فأين مستشارو الرئيس ليخبروه بقصة نجاح الكموني. ألا يستحق هذا البطل التكريم ؟ هل كان من الممكن سفر الكموني الذي شرف مصر وقهر المرض كأول حالة زرع نخاع يعود لملاعب التنس مع وفد الفنانين إلي برلين مع الرئيس؟.. مجرد سؤال.