لحظة بلحظة موظفو المركز القومى يتابعون الأحمال خليلة نحل تعمل في صمت تام، تتابع وترصد وتبلغ علي مدار ال 24 ساعة عن أي جديد، ثلاث ورديات من المهندسين والفنيين والاستشاريين، أمامهم شاشة عملاقة مدون عليها جميع الأحمال بجميع المحافظات والمدن من أسوان إلي الأسكندرية.. كميات هائلة من الأرقام والإحصائيات وفي أحد جوانبها نسبة العجز والاستهلاك الصناعي والمناطق التي تتطلب فصل التيار تخفيفا للأحمال. هنا «المركز القومي للتحكم في الطاقة».. المسئول الأول والقائم علي تشغيل جميع شبكات الجمهورية، والتحكم في عمليات تخفيف الأحمال الكهربائية.. «الأخبار» تجولت داخل المركز لرصد ما يحدث مع ارتفاع درجة حرارة الصيف.. الإجراءات الأمنية المشددة في كل مكان.. الكاميرات تراقب كل شيء.. الأبواب لا تفتح إلا لحاملي الكروت الذكرية ولأشخاص معدودين.. وهنا لا مجال للخطأ، فكل شيء يسير بدقة متناهية. التقينا المهندس أحمد مصطفي، استشاري هندسي للتحكم القومي، وقال: «المركز القومي للتحكم في الطاقة قائم علي تشغيل جميع شبكات الجمهورية، سواء جهدا فائقا أو عاليا»، مشيرا إلي أن زيادة الأحمال ستتوقف علي درجات الحرارة والاستهلاكات، مؤكدا أنه خلال اليومين الماضيين كان هناك زيادة في الأحمال بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث يلجأ البعض إلي استخدام «التكييف» وأجهزة كهربائية أخري، قائلا: «تخفيف الأحمال متوقف علي طبيعة التحميل، وترشيد الاستهلاك الضامن الأول لعدم قطع التيار». وكشف «مصطفي» أن القاهرة الكبري القاهرة والجيزة والقليوبية هي الأكثر استهلاكا للكهرباء يليها الأسكندرية ثم العواصم والمدن الرئيسية، مضيفا: «لا نلجأ للمناورات الكهربائية إلا لتعديل وضع تشغيل في المحطة، وحسب الشبكات وأعمال الصيانة في المحطات». ويتابع الاستشاري الهندسي أن جميع العاملين في غرفة التحكم الرئيسية مهندسون يعاونهم عدد قليل من الفنيين، وعلي درجة عالية جدا من اليقظة، فلا مجال للخطأ أو السهو، مسئولياتهم مراقبة وتشغيل ومتابعة حالة الشبكة علي مستوي الجمهورية، لرصد التشغيل الطبيعي والأحداث الطارئة ومواجهة المشاكل في محطات التوليد أو مستوي الجهود. وقال مصطفي إن العاملين بالمركز القومي للتحكم في الطاقة لا يتعاملون مع الجمهور نهائيا، فقط مع محطات الجهد الفائق والتوليد، مضيفا: «الجميع يأتي إلي العمل هنا ملقيا مشاكله وراء ظهره، لأن الخطأ مشاكله كبيرة جدا، لذا فجميع المهندسين والفنيين يخضعون لتدريبات مستمرة وبإشراف تام من وزارة الكهرباء والطاقة. فيما يؤكد المهندس جمال عبدالرحيم رئيس قطاع الشبكات بالمركز القومي للتحكم في الطاقة، إن أزمة الصيف الماضي لن تتكرر هذا العام، فوزارة الكهرباء قامت بجهود كبيرة جدا وملموسة في القطاع، سواء من ناحية المحطات الجديدة أو عمليات الصيانة المستمرة للمحطات القائمة، أكد الدكتور مهندس محمد اليماني، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن الوزارة رفعت درجة الاستعداد للقصوي في القطاع الكامل، مع ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤثر علي كفاءة تشغيل محطات إنتاج الكهرباء وشبكة النقل ومحولات التوزيع، مشيرا إلي التأكيد علي ضرورة تواجد رؤساء المحطات ومتابعتهم المستمرة كل في موقعه علي مدار الساعة، واتخاذ جميع الإجراءات والتنسيقات اللازمة لتوفير الوقود لجميع المحطات.