احببت محمد أبو تريكة مثل غالبية المصريين، ان لم يكن كلهم، الذين احبوه ودخل قلوبهم واستقر بها، كمثال جميل ورائع للنجم الذي لمع في عالم كرة القدم، وتألق فيها بكفاءته العالية كفنان متمكن في اللعبة الرياضية الأكثر استحواذا علي اهتمام وحب المصريين جميعا. ومكانة أبو تريكة وحب المصريين جميعا له، ليست عائدة فقط لحرفيته وتفوقه في فنون كرة القدم، وما ادخله علي الناس من سعادة في أوقات كثيرة وسنوات عديدة، كان خلالها متربعا علي عرش كرة القدم، سواء في النادي الأهلي الذي ابدع فيه، أو في المنتخب الوطني الذي قاده مع مجموعة من النجوم، إلي تصدر المسابقات الأفريقية والإقليمية.. ولكن مكانته عند المصريين وحبهم له تعود في جزء كبير منها إلي استحواذه علي قلوبهم وتقديرهم بما يتمتع به من اخلاق عالية وراقية، كانت وبحق جواز المرور له للتتويج ملكا في وجدان كل المصريين، كمثال حي للانسان الكفء والمبدع والخلوق في نفس الوقت. وفي هذا السياق، ورغم الضجة المثارة من البعض حاليا، حول قرار التحفظ علي اموال أبو تريكة، من جانب قاضي التحقيق، نتيجة مساهمته في شركة سياحية متهمة بتمويل ودعم الارهاب، فإني لا أري غضاضة في القول بكل وضوح، ان ذلك اتهام يخضع للتحقيق قد تثبت صحته او عدم صحته، وهذا يقرره القضاء العادل الذي نثق فيه ثقة مطلقة،...، وان حب الناس وحبي لأبو تريكة كلاعب موهوب وفذ كرويا واخلاقيا ليس له دخل في التحقيقات ولن يؤثر فيها. وما يجب ان يكون واضحا لنا وللجميع، ان احدا مهما كان موقعه او اسمه او رسمه ليس فوق القانون، ولا يجب ان يكون، وذلك يعني ان تاريخ الانسان وتقدير او حب الناس له وتعاطفهم معه، لا يجب ان يضعه فوق القانون ويمنعه من المساءلة،..، هذه واحدة. اما الثانية فهي، هل شركة أبو تريكة المتهمة بتمويل ودعم الارهاب، قد قامت بتمويل الارهاب فعلا، ام لم تفعل ذلك؟!،..، واذا كانت قد مولت الارهاب فهل تم ذلك بعلم أبو تريكة ام في غفلة منه؟! احسب ان علي الجميع انتظار نتائج التحقيقات الجارية الان للوصول إلي اجابة واضحة تحدد الموقف الحقيقي لأبو تريكة الذي احببناه ولازلنا،...، والذي نأمل ونتمني الا تكون له صلة بالارهابيين علي الاطلاق.