بدأت بريطانيا أمس مرحلة التكيف مع خريطة سياسية جديدة بعد الفوز المفاجئ لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون بحصول حزب المحافظين علي الأغلبية المطلقة في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي والتي تركت المعارضة العمالية مشتتة. وفي حين واصل كاميرون - الذي شارك أمس في فعاليات اليوم الأخير من احتفالات الذكري السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية - مشاوراته لتشكيل حكومته الجديدة احتفل الحزب الاسكتلندي القومي بفوزه مؤكدا أنه لن يهمش في البرلمان الجديد. جاء ذلك في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات بوسط العاصمة لندن بين قوات الشرطة ومحتجين علي إعادة انتخاب كاميرون. ووقعت الاشتباكات عندما واجه المتظاهرون الذين كانوا يطلقون الأبواق ويقرعون الأواني ويرددون عبارات بذيئة صفوفا من الشرطة أمام البوابة المؤدية إلي مقر رئاسة الوزراء في «داوننج ستريت». ورشق محتجون قوات الشرطة بزجاجات وعلب معدنية وقنابل دخان كما ألقوا دراجة هوائية علي الشرطة. وقال متحدث باسم شرطة اسكتلاند يارد إن الشرطة اعتقلت 4 أشخاص وإن ضابطين أصيبا بجروح طفيفة. ونقلت وكالة رويترز عن مصور قوله إنه يقدر عدد الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاج بنحو 200 شخص بينهم مجموعة من 25 ملثما كانوا يرتدون ملابس سوداء. وبعد فشل كل مؤسسات استطلاع الرأي البريطانية في توقع حجم الانتصار الذي حققه حزب المحافظين قال بيتر كيلنر رئيس شركة «يو جوف» الرائدة في مجال استطلاعات الرأي في بريطانيا إن الفوز المفاجئ للمحافظين لم يكن بسبب ناخبي المحافظين العازفين عن المشاركة لكنه بسبب الناخبين المترددين الذين قرروا فجأة أنه لا خيار آخر سوي التصويت للحزب الحاكم. وتواجه مؤسسات استطلاع الرأي البريطانية تحقيقا مستقلا بشأن التوقعات الخاطئة لنتيجة الانتخابات العامة في بريطانيا. وفي إطار محاولات حزب العمال التعافي من هزيمته القاسية دعا رئيس الوزراء العمالي الأسبق توني بلير الحزب للتخلي عن توجهه «اليساري» واستعادة السيطرة علي موقع الوسط في السياسة البريطانية وقال في مقال له بصحيفة «الاوبزرفر» إن «الطريق إلي القمة يمر عبر الوسط».