جميلة هادئة موهوبة جدا تختار أدوارها بعناية فائقة، ورغم أنها فنانة شاملة، إلا أن أعمالها الفنية محدودة لأنها ترفع شعار العمل الجيد أولا ومع ذلك قدمت أعمالاً فنية في السينما والمسرح، لا ننسي منها مسلسل «فارس بلا جواد» و»الحلم الجنوبي» وفيلم «يوم حلو ويوم مر» و»آيس كريم في جليم» ومسرحية «كارمن»، «لعبة الست وسكة السلامة «.. إنها الفنانة سيمون التي فتحت قلبها فكان هذا الحوار: بعد غياب 6 سنوات عن الدراما ما الذي جذبك في مسلسل «بين السرايات»؟ لقد رفضت خلال الفترة الماضية العديد من الأعمال الدرامية بسبب المبالغة وعدم منطقيتها وتضمنها بعض الألفاظ الجديدة علي الدراما ولكن عندما عرض علي مسلسل «بين السرايات» تحمست جدا لأنه عمل متميز يحترم عقل المشاهد وتتوفر له كل عوامل النجاح، فهو من إنتاج العدل جروب وسيناريو أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز ويشاركني في بطولته الفنان باسم سمرة وروجينا، إلي جانب أنني أقدم من خلاله دور جديد هو صباح سيدة إيجابية وطموحة جدا ترث مهنة السايس من والدها وتحاول أن تطور من نفسها وتدخل في أعمال أخري مثل تصوير الورق وملازم الامتحانات للطلبة فهي قصة سيدة جدعة مكافحة تريد أن تربي ابنها ولا تعتمد علي احد سوي عملها ولهذا تحمست للدور والمسلسل من الأعمال المقرر عرضها خلال شهر رمضان القادم. كيف كان استعدادك لشخصية صباح السايس؟ اقتربت من أصحاب هذه المهنة وركزت علي كل مصطلحاتهم وتفاصيل مهنتهم إلي جانب أنني غيرت لون شعري من بني إلي أسود واستعنت بملابس بسيطة وماكياج بسيط جدا جدا لكي يتناسب مع طبيعة الشخصية. ماذا عن الغناء في المسلسل؟ أنا قبل أن أكون ممثلة مطربة وأعشق الطرب، ولكني لكي أقدم أغاني في أعمالي الفنية يجب أن يكون لها ضرورة وتوظف بشكل صحيح ولهذا سجلت بعض أغاني التراث في مسلسل «بين السرايات» وهي مجموعة أغان تخدم أحداث المسلسل. ما رأيك في ظاهرة المسلسلات التي انتشرت مؤخراً وتركز علي سلبيات الحارة المصرية؟ مع الأسف أشعر بحزن شديد عند مشاهدة مثل هذه الأعمال لأنها أصبحت موضة وتركز علي الشخصيات السلبية فقط والحارة المصرية بها (أجدع ناس) وليس بهذا القبح الذي يظهر في بعض الأعمال، كما أنني أتعجب من ظهور بعض الفنانات من أبناء الحارة بماكياج كامل وفاخر جدا ويرددون ألفاظا غريبة عن مجتمعنا، فالفن يشكل عقول وسلوك المشاهدين وإذا نظرنا إلي الفن في الخمسينيات والستينيات وكيف كان يرتقي بالجمهور وينعكس علي سلوكه فالفن يلعب دورا هاما ويجب أن ننتبه إلي ذلك، كما أن مصر جميلة والنماذج الإيجابية للمرأة والرجل، مازالت خارج حسابات صناع الدراما. وما رأيك في برامج اكتشاف المواهب التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة؟ شيء جميل ورائع أن نقدم مواهب فنية جديدة، لأن مجتمعنا العربي مليء بالمواهب الفنية المتميزة التي تحتاج فرصة لكي تسلط عليها الأضواء، ولكن الأهم هو تبني هذه المواهب بعد فوزها لكي تستمر، كما أنني أتمني أن يكون هناك برنامج مصري قوي لاكتشاف المواهب ويقدم من علي أرض مصر لأن كل قراها مليئة بالمواهب التي تبحث عن فرصة. حصلت علي جائزة أفضل ممثلة مسرحية لثلاث سنوات متتالية عن مسرحيات لعبة الست، كارمن وسكة السلامة أين أنت من المسرح الآن؟ سعدت جدا بالعمل مع الفنان الكبير الرائع محمد صبحي وبرغم أن العمل في الثلاث مسرحيات كان صعبا جدا، لكنه كان ممتعا ولن أنسي في حياتي إشادة سيدة المسرح الفنانة الكبيرة سميحة أيوب بأدائي لمسرحية سكة السلامة، حيث أهدتني باقة من الزهور بعد انتهاء العرض وأتساءل دائما ماذا يمكن أن أقدم بعد هذه المسرحيات التي بحمد لله حققت نجاحاً كبيراً فعلي الأقل عندما أقدم عملا مسرحيا يكون علي نفس المستوي، فأنا لا أبحث عن التواجد علي الساحة الفنية فقط بل ابحث دائما عن عمل يبقي في ذاكرة المشاهد وأي عمل فني جيد يحترم عقول المشاهدين مها كانت مساحة الدور به أرحب به فورا.