وكأننا شعب لا يأكل إلا البامية.. بقدرة قادر تحولت بوصلة الاعلام المصري في يوم وليلة من فتاة المطار إلي الارتفإع الجنوني في أسعار البامية.. فرغم اننا نعلم جميعا ان موسم بشائر الخضروات دائما ما يصاحبه ارتفاع مؤقت في الأسعار ولكن الاعلام المفلس لم يجد مادة خصبة يواصل بها اللعب علي عقول الشعب الغلبان الا ان يفجر مشكلة (البامية) والتي احتلت في يوم وليلة الموقع الرسمي (للطبلية ) المصرية كبديل للفول.. عيب جدا ان يصل الاعلام لهذه الدرجة من الهيافة والسطحية وعدم معرفة الحقائق وتسخين المواطنين وفتح الطريق للتجار للتلاعب بالاسعار.. اعتقد ان ما تشهده الساحة الإعلامية في مصر الآن من تفاهة واسفاف في تناول بعض الفضائيات للمادة الإعلامية اساسه بيزنس الفضائيات المشبوهة والتي تخرج علينا كل يوم بموضوعات وبرامج لا تتماشي أبدا مع الواقع المصري مثل برامج الشواذ والجنس وطرق القتل وكيفية تعاطي المخدرات وغيرة.. انا لا اعرف من الممول الحقيقي للمحطات الفضائية التي تستعين بمذيعين لا يعرفون طريق الوطنية وشغلها الشاغل إظهار السلبيات في مصر وكأننا دولة لا نعاني من الاٍرهاب او تخوض حربا حقيقية علي كل الجبهات وايضاً تواصل عملية التنمية ليشعر الشعب الغلبان الذي قام بثورتين من اجل الحرية والحياة الكريمة بشيء من التقدم.. ظهور اسماء عديدة من المستثمرين الخليجيين والعرب مثل محمد دحلان المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل عرفات وغيره من الاشقاء من دول الإمارات والسعودية يتطلب من الدولة مراجعة الموقف وبسرعة في طبيعة ونوعية المستثمرين الذين يضخون الأموال لامتلاك بعض المحطات في مصر.. انا لست ضد الاستثمار في الاعلام ولا ضد استثمارات الاشقاء ولكن لا يجب ان نعامل الأفراد علي انهم دول.. فليس معني ان يكون الشيخ فلان يحمل الجنسية الاماراتية أو السعودية يكون ممثلا للدولة وإنما هو مستثمر عربي من دولة شقيقة يجب ان يطبق عليه كل الضوابط والقوانين التي تحكم الاعلام المصري حتي لا نجد أنفسنا نتعرض لعمليات نصب باسم الدول وتكون هناك اجندات ينفذها بعض المستثمرين وتتحمل مصر وشعبها فاتورة الاحتيال الاعلامي.. ليس من حق اي مستثمر ان يحدد الرسالة الإعلامية التي تدخل بيوتنا بحجة أنه صاحب رأس المال.. وليس من حق الأجهزة الرقابية في الدولة ان تغمض أعينها عن ما يدور ويبث من خلال الفضائيات بحجة حرية الاعلام.. يا سادة..الرئيس السيسي عندما طالب بالمهنية في الاعلام كان لا يقصد أبدا ان تكون برامج الفضائيات عن الفتن الدينية أو لا سمح الله إبراز مواهب الشواذ.. ولكن الرجل كان يقصد أن يكون الخطاب الاعلامي علي قدر المسئولية وحجم المخاطر التي تحيط بالدولة..اتساءل انا وغيري؟..هل يعقل ان نكون في دولة تحارب الارهاب ويسقط منها شهداء كل يوم من خيرة شباب الوطن وتكون الرسالة الإعلامية بهذا القدر من الهيافة والسطحية يا بتوع (البامية).. أطالب الزملاء الشرفاء الذين يقدمون برامج لا تتناسب وحجم المخاطر التي تحيط بالدولة بأن يعيدوا النظر فيما يقدمونه.. واطالب الدولة المصرية من خلال اجهزة الأمن بضرورة التحري والتأكد من الشخصيات الأجنبية التي تستثمر في الاعلام المصري.. نحن في حاجة إلي مستثمرين شرفاء يعملون علي أرض الوطن لكي نستعيد الريادة الإعلامية وألا نصنع اعلاما قائما علي تضليل وخداع الشعب تحت مسمي حرية الاعلام. همسة في أذن المناوي هذه السطور أوجهها للأستاذ عبداللطيف المناوي الاعلامي الكبير.. معلوماتي انك مازلت متمسكا بموقفك بعدم إعطاء الزملاء الصحفيين الذين تم طردهم من قناة الغد العربي حقوقهم.. أؤكد لك ان زمن أكل الحقوق في مصر قد انتهي بلا رجعة حتي لو كنت تحتمي بمستثمرين خليجيين.. من الوارد جدا ان تتعرض انت شخصيا لنفس موقف الزملاء ووقتها ستجد من يقف بجانبك.. لو كنت تعتقد ان الدولة بلا قانون فمن حقك أن تفعل بالجميع كيفما تشاء.. ولكن لو ادركت ان مصر عادت دولة القانون فعليك أن ترد الحقوق لأصحابها خاصة وأن معلوماتي ان اصحاب القناة اشقاء من الإمارات وأنت تعمل بها مثل الزملاء السابقين ولست صاحب المال.. وتحيا مصر.