أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص الحكومة المصرية علي تذليل كافة العقبات أمام الشركات الاجنبية العاملة في مصر وعلي رأسها الشركات الاسبانية وشدد السيسي علي احترام الحكومة المصرية لتعهداتها والتزاماتها الدولية والعمل علي التوصل إلي تسوية ودية لكافة المشكلات القائمة في إطار اهتمام مصر بالتزاماتها وتعهداتها الدولية . جاء ذلك خلال لقاء السيسي امس في العاصمة الاسبانية مدريد مع عدد من رجال الاعمال المصريين والإسبان في مقر إقامة الرئيس بحضور وزير الاقتصاد والتنافسية الإسباني وحضور الوفد الوزاري المصري الذي يضم أشرف سالمان وزير الاستثمار ومحمد شاكر وزير الكهرباء وسامح شكري وزير الخارجية وهاني ضاحي وزير النقل وشريف إسماعيل وزير البترول . وأكد الرئيس السيسي أن مصر دشنت مرحلة جديدة من العمل الوطني الذي يستهدف تحقيق انطلاقة اقتصادية واستثمارية توفر فرص العمل للشباب إلي جانب تحديث كافة قطاعات المجتمع للحاق بالدول المتقدمة ، مشيرا إلي أن عامل الوقت حاسم جدا للإسراع في التنمية الشاملة ، حيث تباطأت مصر خلال السنوات الأربعة الماضية. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان الرئيس التقي وزير الاقتصاد والتنافسية الاسباني «لويس دي جيندوس» وتم خلال اللقاء بحث سبل تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في المرحلة القادمة. واضاف السفير علاء يوسف ان الوزير الاسباني تحدث عن الاهمية الكبيرة التي توليها اسبانيا حكومة وقطاع اعمال للاستثمار في مصر في المرحلة المقبلة خاصة وان الاقتصاد الاسباني شهد خلال الاشهر الثلاثة الاولي زيادة في معدلات النمو بلغت 9 في المائة . واشار يوسف إلي ان الوزير الاسباني اوضح خلال اللقاء ان هذا يرجع إلي نشاط الشركات الاسبانية في الخارج والتي ساعدت علي ازدهار الاقتصاد الاسباني موضحا ان هناك اهتماما اسبانيا بزيادة النشاط الخارجي ورؤيتهم أن مصر سوقا هاما لتنفيذ نشاطهم خلال المرحلة المقبلة ، واضاف يوسف ان الجانب الاسباني ينظر إلي مصر أنها عامل استقرار هام في منطقة الشرق الاوسط وبوابة للمنطقتين العربية والافريقية ويرون فيها فرصا واعدة للاستثمار من خلال العديد من المشروعات القومية المصرية .. وقال يوسف ان الرئيس السيسي اهتم خلال اللقاء بطرح البرامج التي تنفذها الحكومة المصرية حاليا في مجال التشريعات الجديدة لتوفير مناخ جاذب للاعمال وتحسين البيئة الاستثمارية في مصر .. واضاف يوسف ان الرئيس السيسي التقي ايضا مع مجموعة كبيرة من رجال الاعمال الاسبان ورؤساء كبري الشركات الاسبانية في حضور عدد من الشركات المصرية ورجال الاعمال واوضح يوسف انه تم بحث عدد من الموضوعات الخاصة بسبل تدعيم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلي ان ممثلي بعض الشركات الاسبانية تحدثوا خلال اللقاء عن اهتمامهم بالاستثمار في مصر وعن رغبتهم زيادة استثماراتهم خلال المرحلة المقبلة . وقال السفير علاء يوسف ان احدي الشركات الاسبانية تحدثت عن المشكلة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية في مصر واكد الرئيس السيسي علي حرص الحكومة المصرية علي تذليل كافة العقبات امام الشركات الاجنبية العاملة في مصر . مشروعات متنوعة وأوضح الرئيس السيسي أن مصر لديها مشروعات كبيرة ومتنوعة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمواصلات والاتصالات ، وأكد الرئيس السيسي حرصه الشخصي علي حل مشكلات المستثمرين الأجانب، وقال ان باب مكتبي مفتوح أمام اي مستثمر، وعليه أن يطرق الباب ويسجد كل الترحيب. وقال: إن الحكومة وضعت الحكومة خطة شاملة لتحقيق التحديث الشامل تعتمد علي عدة محاور أهمها تحقيق الاستقرار السياسي ، مشيرا إلي أن مصر قطعت شوطا كبيرا في هذا المحور بعد الاستفتاء علي الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا استكمال هذا المحور خلال العام الحالي بإجراء الانتخابات البرلمانية التي تعد الخطوة الأخيرة في خارطة الطريق. وأضاف الرئيس أن المحور الثاني في الخطة الشاملة يتمثل في توفير بيئة مناسبة لمجتمع رجال الأعمال تراعي المعايير العالمية بهدف تحقيق النمو الاقتصادي في مصر توفير العدالة الاجتماعية، موضحا أن المناخ الاستثماري الإيجابي يستهدف معالجة التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري. وأشار إلي أن محاور الخطة تشمل أيضا تنفيذ برنامح راق لتدريب وتنمية مهارات الشباب الذي سيلتحق بسوق العمل ، مشيرا إلي أن هناك 35 مليون شاب مصري في سن العمل. كما أكد الرئيس أنه سيتم تنفيذ إصلاحات تشريعية وإدارية جديدة من بينها قانون الخدمة المدنية الذي تم إصداره ، إلي جانب تنفيذ استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد وتنفيذ برنامج متكامل لتحديث التشريعات الاقتصادية أسفرت عن قانون الاستثمار الموحد وقانون حماية المنافسة وقانون الشركات الذي يساعد علي تأسيس الشركات الجديدة ، إلي جانب دفع الاقتصاد عن طريق إقامة مشروعات عملاقة أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة. وقال الرئيس: «انتهز هذه الفرصة وادعوكم لحفل افتتاحها في شهر أغسطس المقبل» ، كما أشار إلي أن المشروعات الجديدة تشمل أيضا المثلث الذهبي في جنوب مصر والمشروع اللوجستي العملاق في دمياط وإقامة 22 مدينة صناعية جديدة ، فضلا عن العاصمة الإدارية الجديدة ومد 3200 كيلومتر من الطرق الجديدة. وأضاف الرئيس أن الخطة تشمل أيضا إزالة التعقيدات الإدارية ومكافحة الفساد ، مشيرا إلي أن وكالات التصنيف الائتماني العالمية رفعت التصنيف الإئتماني لمصر مؤخرا مما يعكس تحسن الأداء الاقتصادي لمصر.. كما نوه الرئيس إلي إشادة صندوق النقد الدولي بالخطوات التي قامت بها الحكومة المصرية علي طريق الإصلاح الاقتصادي. وأكد الرئيس علي التزام الحكومة المصرية بتنفيذ كافة تعاقداتها والتزاماتها مع الشركات الأجنبية وحل جميع المنازعات دون اللجوء إلي التحكيم الدولي. ومن جانبه ، قال وزير الاقتصاد والتنافسية الأسباني لويس دي جيندوس إن الاقتصاد الأسباني تمكن من تحقيق تقدم خلال الفترة الماضية، حيث نما الاقتصاد الأسباني بمعدل 9 في المائة وتم خلق 600 ألف فرصة عمل. وأشار إلي أن الحكومة الأسبانية تتطلع لمواصلة تحسين معدلات النمو الاقتصادي عن طريق زيادة الصادرات والدخول إلي أسواق خارجية ، وفي هذا الصدد تمثل مصر سوقا مهمة ليس لأسبانيا فقط ولكن للاتحاد الأوروبي بالكامل ، حيث تعد مصر من أهم الأسواق الإفريقية ومنصة إقليمية مهمة للدخول إلي شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والدول العربية. 4 آلاف شركة وأكد الوزير الأسباني أن هناك 4 آلاف شركة أسبانية أصبحت مهتمة بالاستثمار في السوق المصرية عقب الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها مصر لتحسين مناخ الاستثمار ، حيث تطمح هذه الشركات في إقامة مشروعات في مجالات عديدة من بينها البترول والغاز والطاقة المتجددة والنقل والمياه ، مشيرا إلي أن هذه الصادرات الأسبانية الأسبانية إلي مصر زادت بنسبة 8 في المائة خلال العام الماضي. وناشد وزير الاقتصاد الرئيس السيسي بأن تستثمر مصر هذه الفرصة السانحة لتحديث اقتصادياتها وجذب الاستثمارات المتنوعة من مختلف أنحاء العالم عقب الإصلاحات التي قامت بها مصر لتحسين المناخ الاستثماري ، مشيدا بالإجراءات التي قام بها الرئيس السيسي والتي أسهمت في دفع النمو الاقتصادي. وقد فتح الرئيس السيسي ، خلال اللقاء، باب النقاش واستمع إلي مطالب مجموعة من رؤساء كبريات الشركات الأسبانية ، حيث طالب رئيس إحدي الشركات الأسبانية العاملة في محطة دمياط لتسييل الغاز الطبيعي بحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وحل بعض المشكلات التي تتعرض لها الشركة. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس حرص الحكومة المصرية علي حل كافة المشكلات التي تواجه المستثمرين والشركات الأجنبية العاملة في مصر، كما أكد أن الحكومة وضعت برنامجا طموحا لحل مشكلة الكهرباء وقال : «إننا نتحرك بشكل سريع ولدينا خطة عاجلة لتقليل فجوة الطاقة في مصر وسنضخ خلال عامين ما نسبته 50 في المائة من حجم الطاقة التي تم توليدها خلال الأعوام السابقة» ، مشيرا إلي أن هذه الخطة العاجلة سيبدأ تنفيذها في الصيف المقبل وستولد أكثر من 13 ألف ميجاوات. وأوضح الرئيس أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي هي إحدي تداعيات حالة عدم الاستقرار التي عانت منها مصر خلال الفترة الماضية ، مشيرا إلي أن مصر تدخل الآن في مرحلة الاستقرار. ومن جانبه ، عقب وزير البترول المهندس شريف اسماعيل قائلا إن هناك مفاوضات مع الشركة الأسبانية لحل كل المشكلات التي تواجهها وإعادة تشغيل مصنع دمياط مرة أخري وأنه سيتم التوصل إلي اتفاق مع الشركة بنهاية شهر سبتمبر المقبل. وفيما يتعلق بمشكلة الكهرباء، قال الوزير إن الوزارة ستسهم في حل المشكلة عن طريق استيراد الغاز من خلال خطة عاجلة ، حيث وصلت وحدة لتسييل الغاز كما ستصل وحدة أخري في غضون أربعة أشهر ، كما أن هناك خطة للتوسع في مشروعات التنقيب عن الغاز والبترول ، مؤكدا أن مصر منطقة زاخرة بالثروات الطبيعية. كما دعا شركات البترول الأسبانية والعالمية إلي الاستثمار في مصر بالتنقيب عن حقول جديدة للبترول والغاز. ومن جانبها، عرضت نائبة رئيس احدي الشركات الاسبانية الكبري العاملة في قطاع السكك الحديدية إقامة شبكة لخطوط القطارات السريعة في مصر منوهة ألي أن شركتها تنفذ مشروعا لخط للسكك الحديدية بين عمان والسعودية، وقالت اننا سنكون سعداء عندما تري قطاراتنا تسير في بلدكم الجميل. الوقت حاسم وهنا رد الرئيس السيسي قائلا : «نتمني أن نري قطاراتكم الجميلة تسير في مصر»، وأضاف قائلا: «أريد أن أطمئنكم علي استقرار الأوضاع في مصر»، وأكد أن ما سيأتي سيكون أفضل، ودعا أصدقاء مصر في إسبانيا وأوروبا لأن يتأكدوا من أنهم يساهمون في تحقيق هذا الاستقرار بمصر عن طريق زيادة الاستثمارات فيها. وقال الرئيس: إنني أعلم أنه من الطبيعي أن يفكر المستثمر بمنطق زيادة أرباحه وحجم العائد الذي سيحصل عليه ، ونحن نقول له إن هناك اعتبارات معنوية وأخلاقية في تنمية مجتمعات الدول النامية وتحسين أوضاعها بما يسهم في استقرار الدول الأوروبية ذاتها. وأكد الرئيس السيسي أن الوقت حاسم، وكل تأخير في تنفيذ المشروعات ينعكس بالسلب علي المواطنين ويجعلهم يشعرون بالإحباط، وبالتالي ينبغي العمل بسرعة الانتهاء من المشروعات بأسرع من المعدلات الطبيعية. وعرض رئيس شركة كبري في السياحة والفندقة تنفيذ مشروعات جديدة في مصر تضاف إلي مشروعات الشركة السابقة، مشيرا إلي أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري والعالمي، ومشيرا إلي دراسة لمنظمة السياحة العالمية تقول إن عدد السياح في العالم سيتجاوز مليار و400 مليون سائح بحلول العام المقبل. وقد عقب الرئيس السيسي قائلا إن الحكومة المصرية تعمل علي إقامة مشروعات جديدة في مجال السياحة وعرض علي هذه الشركة إقامة مشروع سياحي جديد علي خليج السويس. واختتم الرئيس اللقاء مؤكدا أن هناك مناخا جديدا في مصر بدأ يظهر في الأفق ، قائلا : « أقول هذا الكلام ليس بوصفي رئيسا ولكن باعتباري مواطنا مصريا يتمني ويحلم بأن تعيش مصر في استقرار وسلام ورخاء مثل أي دولة في العالم». ودعا الرئيس السيسي كافة الحاضرين للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. وأكد الرئيس لرجال الأعمال المشاركين في اللقاء في النهاية قائلا: «انتظر أن تطرقوا الباب وستجدوني واقفا مرحبا بكم». واكد السفير علاء يوسف انه خلال زيارة الرئيس شهد التوقيع علي عدد من مذكرات التفاهم في مجال البنية الاساسية والنقل والتعاون في مجل السياحة والآثار والامن ومكافحة الجريمة ، ومذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس واحدي الشركات الاسبانية العملاقة في مجال الاستزراع السمكي وسيتم تنفيذ المشروع اعتبارا من شهر اغسطس القادم بإجمالي 3800 حوض سمكي بإجمالي انتاج 40 إلي 50 ألف طن سنويا من الثروة السمكية.