في فصلي الربيع والخريف تتحول مصر الي منطقة «ترانزيت» لملايين الطيور المهاجرة.. حيث تضم 34 موقعا جاذبا لهذه الطيور، تتنوع بين الاراضي الرطبة والجبال المرتفعة ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.. ويؤكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة ان هناك اجراءات اخري للمحافظة علي البيئات الطبيعية للمناطق التي تمر بها الطيور، ويشير الي ان هناك تنسيقا مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة يستمر اثناء المراحلة المختلفة لانشاء محطات الرياح في مناطق عبور الطيور، بهدف تقليل تأثيراتها السلبية. ويوضح محمد طلعت مدير قطاع حماية الطبيعة ان مصر تضم عددا من أهم المناطق الجاذبة للطيور في مصر ومنها: البحيرات الشمالية، جزيرة كولون، جزيرة الزبرجد، بحيرة الملاحة، جبل علبة، سانت كاترين، بحيرة قارون، جبل مغارة، وادي الريان، وادي النطرون، صحراء القصر، رأس مصر، وادي الجمال، العين السخنة وتنبع اهمية مصر بالنسبة لهذه الطيور نتيجة تنوع البيئات بها، كما ان مصر تمثل المعبر اليابس الوحيد بين 3 قارات هي أوروبا وأسيا وأفريقيا، لذا فهي احد أهم طرق هجرة الطيور في العالم حيث يعبر خلالها مئات الملايين من الطيور كل ربيع وخريف، وتقضي الكثير من الطيور الشتاء في المناطق الرطبة بمصر مما يجعلها مشتي دوليا مهما للطيور المائية حيث يرد اليها سنويا أكثر من 600 ألف طائر. واضاف: تختلف استراتيجية هجرة الطيور باختلاف أنواعها، فهناك بعض الانواع التي تقطع البحر المتوسط مباشرة بحثا عن الدفء والغذاء وهي الانواع التي تستطيع الطيران لمدة طويلة دون توقف مثل الطيور المائية والطيور المغردة التي تتميز بانتشارها الواسع اثناء الهجرة وتقضي معظم فصل الشتاء في شمال افريقيا. ويقوم قطاع حماية الطبيعة بجهاز شئون البيئة بحماية تلك الانواع من الطيور اثناء هجرتها وفي أماكن تزواجها، وقد بدأت جهود رصد الطيور المهاجرة بمصر منذ الثمانينات واوائل التسعينيات فكانت هناك محاولات عديدة لرصد انواع وأعداد الطيور خلال مواسم الهجرة وكذلك معالجة الطيور المريضة او المتأثرة بجراح او كسور خلال مواسم الهجرة، خاصة ان منها ماهو مهدد بخطر الانقراض مثل العقاب الملكي والصقر الجراح، ومنها ما هو نادر مثل الباز والعقاب الابيض والنسر الذهبي. ويوفر البحر الاحمر بيئة طبيعية مناسبة لانواع الطيور المائية والطيور البحرية، وتستوطن الطيور المتكيفة مع حياة الصحراء مساحات واسعة من الصحاري المصرية. وفي كل خريف وربيع تمر ملايين الطيور المهاجرة عبر مصر قادمة من مواطنها الاصلية في الدول الاسكندنافية وشرق أوروبا والبلقان وسيبريا ووسط آسيا في طريقها من والي شرق وجنوب أفريقيا. ويوضح ان الطيور المحلقة مثل البجع الابيض والقلق الابيض والطيور الجارحة الكبيرة لها طرق واضحة للهجرة حيث تستخدم تيارات الهواء الدافئة الصاعدة المناسبة للتحليق، ولما كانت هذه التيارات الهوائية الدافئة لا تتكون فوق الماء فقد بحثت الطيور عن معابر قصيرة فوق المياه وبالطبع اصبح البحران المتوسط والاحمر يمثلان حاجزا للطيور المحلقة، لذلك فإن كثيرا منها تركزت في سيناء كمنطقة اتصال بين اوروبا وآسيا وافريقيا. وفي الشتاء تستضيف مصر كمية هائلة من الطيور بصفة خاصة الطيور المائية حيث تمثل بحيرات شمال الدلتا مأوي رئيسيا لانواع عديدة من البط والطيور المائية الخواضة التي تقضي شتاءها بمنطقة البحر المتوسط. ويعتبر الصيد الجائر أحد اهم الاخطار التي تتعرض لها هذه الطيور خاصة النادر منها، ويشير ممدوح رشوان امين عام الاتحاد العربي للشباب والبيئة الي انه تم تقديم بلاغ الي النائب العام ووزارة البيئة حول اصطياد شاب لعدد كبير من طائر (الفلامنجو) وتصويره ووضعه علي سيارته ونشره علي الفيس بوك رغم ان هذا الطائر محظور صيده سواء داخل المحميات أو خارجها طبقا لقانون البيئة ولائحته التنفيذية والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر وطبقا لقواعد تنظيم الصيد الصادرة عن جهاز شئون البيئة وتتنوع الاخطار التي تواجه هذه الطيور مثل التلوث والضوضاء وتغير المناخ الذي قد يؤدي الي نقص الغذاء المناسب لها، بالاضافة الي ابراج الضغط العالي، والمبيدات الحشرية لكنها ايضا قد تكون مصدر خطر، فخلال رحلة عودتها من افريقيا قد تكون حاملة لانفلونزا الطيور كما ان الطيور المائية مثل النورس التي تصل الي قطاع غزة قد تتواجد في مناطق مكبات النفايات العشوائية في الضفة الغربية وهو ما يرفع احتمالات حملها للأمراض.