لم يعد الصراع علي العلامات التجارية مقصورا علي المؤسسات الاقتصادية الكبري فقط بل امتد للمحلات الشعبية التي حققت رواجا تجاريا باسماء مميزة وأشهرها حضر موت والشبراوي. وإذا كانت قوانين التجارة تحمي رجال الاعمال من الاستيلاء علي العلامات التجارية لمنتجاتهم فالصراع بين المحلات الشعبية لا يحميه سوي لافتة »ليس للمحل فروع أخري« في محاولة للتأكيد علي الزبون بأن المحلات التي تحمل نفس الاسم ليس تابعة له. محمد الشبراوي أحد أبناء الشبراوي الكبير يقول ان النجاح الذي حققته سلسلة المحلات التابعة لهم دفع بكثيرين في هذا المجال لاستغلال نجاح الشبراوي بافتتاح محلات تحمل نفس الاسم ولكنها ليس لها علاقة بسلسلة المحلات الرئيسية وهو ما ألحقهم بأضرار كبيرة أساءت لسمعتهم وقال ان الحل الوحيد المتاح امامهم هو كتابة عناوين الفروع التابعة لهم في قائمة الطعام واعلان اخلاء مسئوليتهم عن أي فروع أخري. حضرموت ايضا من ضمن المحلات التي تتميز في تقديم اشكال معينة من الأطعمة اليمنية والخليجية ولكن القائمين علي الفرع الرئيسي قالوا انه بالرغم ان ليس لهم سوي فرع واحد في مصر إلا انهم اعدوا احصاء بعدد المحلات التي تحمل نفس الاسم ووجدوا انها تزيد علي 081 محلا وجميعها ليس لها أي صلة بالفرع الرئيسي ويكبدهم ذلك خسائر اقتصادية كبيرة! وأشاروا إلي انهم واجهوا ذلك بتعليق لافتة ليس للمحل فروع أخري إلا ان ذلك لم يقض علي انتشار محلات عديدة تحمل اسم حضرموت وتعلن انها متخصصة في تقديم نفس انواع الاطعمة وطبعا تحقق ارباحا علي حساب السمعة التي يتميز بها المحل الرئيسي وهو الأمر الذي كان له آثار سلبية علي نشاطهم ومحل ارباحهم. من جانب آخر يقول محمد الزعيم واحد من اصحاب محلات كشري هند والزعيم بأن كشري هند بمصر الجديدة كان أول الفروع التي افتتحوها وعندما حقق سمعة جيدة تبعه افتتاح فرعين اخرين بنفس الاسم في مدينة نصر الا انه اضاف: قررنا التوسع وفتح فروع في مناطق جديدة ومنها حي شبرا إلا اننا وجدنا ان اسم هند قد لا يحقق نفس النجاح في منطقة كبيرة ومزدحمة مثل شبرا علي عكس طبيعة مصر الجديدة وسكانها ومعظمهم طبقات هادئة وراقية.. لذلك اطلقنا علي محل شبرا اسم الزعيم وبالفعل حقق نجاحا كبيرا والنشر بين اهالي شبرا بهذا الاسم فقمنا باستغلال هذا النجاح في افتتاح سلسلة جديدة له بفرعين آخرين في الحدائق وباب اللوق باسم الزعيم ايضا وقد حقق كل من هند والزعيم نجاحا في مناطق مختلفة وساعدنا النوع علي تنشيط التسويق وزيادة المبيعات ولكل واحد منهم زبونه حسب طبيعة المكان. محمد المصري نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية يعلق علي ما يحدث بقوله ان قواعد التجارة واحدة سواء كان حجم النشاط قرشين أو مليون جنيه بمعني انه عندما يحقق اسم معين انتشارا واسعا بين الناس في تقديم خدمة أو بيع سلعة ما قال البعض يبادر لاستغلال النجاح الذي حققه هذا الاسم باطلاقه علي منتجات أو محلات اخري ليس لها صلة باصحاب الاسم الاصليين وان كان ذلك مقبولا في المحلات الشعبية فانه من المستحيل ان يحدث للعلامات التجارية الشهيرة لانها تكون مسجلة واذا حدث فانه يتم وفقا لقواعد قانونية تجارية عالمية وحقوق بيع وشراء تقدر بملايين أو حقوق استغلال ومنها ما يعرفها رجال الاعمال بالفرنشايز أو الدمج مع الحفاظ علي نفس الاسم لاهداف تسويقية. وأشار إلي هناك شركات كبيرة تلجأ إلي انتاج نفس السلع ولكن باسماء مختلفة اذا واجه المنتج الأصلي مشاكل في السوق اثر علي حجم الطلب عليه. وقال ان هناك علامات تجارية شهيرة مسجلة تطغي علي اي اسماء اخري لمنتجات تحمل نفس الخصائص، فبالرغم مثلا من ان هناك اسماء متعددة لمساحيق الغسيل إلا انه لازال قطاع عريض يطلق علي مسحوق الغسيل اسم »رابسو« باعتباره من اوائل الشركات التي اعلنت عن هذا المنتج بالرغم من ان منتج رابسو نفسه لم يعد متداولا منذ فترة بعيدة!