من تكوين معماري كلاسيكي جدا للبوابة الرومانية البيضاء، عند مدخل طريق الاسكندرية-القاهرة الصحراوي..الي تكوين حديدي حداثي جدا، أسطواني الشكل، مغطي بألواح من الألومنيوم فضية اللون، لا يمنحك أي شعور بالراحة والجمال وأنت تتهيأ للدخول إلي الإسكندرية...تغيير صادم أكثر منه تطوير، خاصة وهو بعيد تماما عن طبيعة المدينة السياحية والساحلية، بعيد عن صورتها التاريخية والثقافية، تصميم يصلح أكثر للمدن الصناعية، ومناطق استخراج المعادن وتكرير البترول... التصميم الجديد أثار استياء وسخرية الكثيرين، خاصة أهالي الإسكندرية..وصفه البعض(بالشكمان) وآخرون(بولاعة السيارة)..الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية الطرق التابعة للقوات المسلحة (المسئولة عن تطويرالبوابات)أشارت إلي أن الشكل الجديد ليس نهائيا، فثمه شاشات عرض كبيرة سوف يتم تركيبها، توضح حالة الطريق، والتنبيه عن الحوادث، وحالة الجو...واللافت أن إنشاء البوابة (مدخل المدينة) يتبع لشركة هندسية لإنشاء الطرق، دون الاستعانة بفنانين، ولا بخبراء معماريين، ولا حتي الجهازالقومي للتنسيق الحضاري...هل تم الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل تصميم ؟ هل شارك فنانون في وضع تصورات جمالية للبوابة ؟ ما هي القيمة الجمالية للبوابة الجديدة ؟ وماذا تعني بالضبط؟ ..بدا التغيير قبيحا ومشوها للمدينة، لا تطوير لها.. صحيح أن البوابة القديمة ليست لها قيمة أثرية، وأنها بنيت حديثا في عهد المحافظ الأسبق اللواء عبد السلام محجوب، وصحيح أنها أيضا لا تعبر تماما عن كل ملامح الأسكندرية وجوانبها المختلفة، لكنها علي الأقل تعبرعن جزء من تاريخ الأسكندرية القديمة، وتحتفظ بشكل معماري جمالي، عكس التصميم الحديث بشكله الأسطواني الضخم، المغلف بألواح معدنية، لا يحمل أي ملمح يشير إلي الإسكندرية، إضافة إلي افتقاده لأي قيمة جمالية... وبعيدا عن جدل الشكل الجمالي لبوابة الإسكندرية، يري البعض أن شكل المدخل ترفا لا يعنيه، فالمهم هو سلامة الطرق وأمنها، والانضباط علي الطريق.