لا تتعجب إذا قلت لك إن التعامل مع المعاقين بالنسبة لي علي الأقل أفضل من غيرهم، وتدريبهم علي التعامل مع الكمبيوتر أكثر متعة من تدريب الأطفال العاديين، واستجابتهم أسرع أيضا.. هكذا بدأت «شيماء عادل» مدربة التكنولوجيا حديثها معنا حول تجربتها في تدريب الأطفال المعاقين علي استخدام الكمبيوتر. قالت : تجربتي في تدريب المعاقين بدأت منذ حوالي خمس سنوات بالمصادفة.. عن طريق صديقة لي كان لديها أخ معاق.. وجدت نفسي أزورها وأتقرب منه وألعب معه، حتي انني كنت أحضر معه جلسات التخاطب التي يتلقاها وذهبت معه إلي تدريبات السباحة. استمتعت واستفدت كثيرا من اقترابي وتعاملي معه.. ووجدت أن هذه الفئة تتمتع بشغف شديد للتعلم وإثبات الذات. من هنا بدأت أفكر في العمل في هذا المجال فالمعاق يمكن تدريبه وتنمية مهاراته حتي يستطيع التعامل مع الحياة.. ولما كان تخصصي الأصلي دراسة الحاسب الآلي والعديد من برامج الكمبيوتر ودربت أطفالا وأشخاصا عاديين.. قررت أن أبدأ في تدريب مجموعة من المعاقين علي استخدام الحاسب. اتجهت للجمعيات التي ترعي ذوي الإعاقة..عرضت خدماتي عليهم بلا مقابل لتدريب المعاقين.. استغربوا عرضي في البداية واندهشوا من اقتناعي بقدرة ذوي الاحتياجات الخاصة علي تعلم الكمبيوتر..وقبلوا تبطبيق التجربة حين وجدوا تحمسا مني.. بدأت بالفعل في تدريب أطفال «داون» أي إعاقة ذهنية يعني نسب إعاقة تستطيع التعامل معها..كان التدريب معهم مبهرا للعديد من الأسباب.. أولا المتدرب المعاق لا يميل للعب والحركة، يعني ليس مثل الطفل المتدرب العادي يتحرك ويلعب ويصعب السيطرة عليه. لكن بالتجربة الشخصية والتعامل مع الأطفال المعاقين وجدتهم أكثر انتباها في التعامل مع الكمبيوتر.. وينفذون ما يطلب منهم ولا يميلون للحركة كثيرا.. عكس الطفل العادي كما قلت الذي تجد صعوبة في جعله يثبت علي الكرسي أمام الكمبيوتر حين يخضع لبرنامج تعليمي حيث تجده قلقا ملولا يتحرك يمينا وشمالا يميل للعب والتهريج.. أما الطفل المعاق فهو مختلف تماما قليل الحركة يستمع جيدا للكلام وينفذ ما يطلبه المعلم أو المدرب بعد أن تتوثق العلاقة بينهما. وحول الصعوبات التي تواجهها في عملها قالت : لا أجد صعوبة في التعامل مع المعاق بل العكس هو الصحيح.. فقد لاحظت أن الشخص المعاق حساس جدا لكل ما يصدر منك، فحين تشجعه بكلمات بسيطة تجده سعيدا نشيطا وينفذ ما تطلبه.. أتمني وجود مسابقات بين ذوي الإعاقة علي الكمبيوتر كما هو موجود في الخارج وانا متأكدة أنهم سوف يحققون نتائج مبهرة كما يحققون نتائج في الألعاب الرياضية في الداخل والخارج .