كلينتون سربت معلومات سرية لمنع إسرائيل من ضرب إيران كشفت معلومات سرية النقاب عن أن اسرائيل كانت تعتزم القيام بعمل مسلح ضد إيران، إلا أن الإدارة الامريكية ممثلة في باراك أوباما، دخلت في صدام عنيف مع نتانياهو للحيلولة دون إقدام تل أبيب علي تلك الخطوة. وقالت صحيفة معاريڤ أن وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون كان لها ضلوع مباشر في تلك القضية، وإنها سربت عبر بريدها الإليكتروني الخاص وبشكل غير قانوني معلومات حول القضية. ونسبت الصحيفة العبرية معلومات ل "لاري كلايمن"، أحد أبرز الكوادر البارزة سابقاً في الجهازالقضائي الأمريكي، قال فيها إن هيلاري التي تعتبر المرشح الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة في 2016، سربت تقارير سرية لصحيفة "نيويورك تايمز"، دار مضمونها حول شكل العملية العسكرية، التي كانت تعتزم إسرائيل القيام بها ضد البرنامج النووي الإيراني، والتي أشرف علي إعدادها بنيامين نتانياهو شخصياً. المسئول القضائي الأمريكي السابق، تطرق في حديثه بحسب صحيفة معاريڤ إلي طبيعة العلاقة حينئذ بين نتانياهو وهيلاري كلينتون، مشيراً إلي إن أحد أهم أسباب توتر العلاقة بين الطرفين، كانت تعمد كلينتون تسريب تلك المعلومات في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وأوضح كلايمن أن هيلاري كلينتون كانت تري عبر تسريب تلك المعلومات ضرورة إحباط أي خيار عسكري تعتزم إسرائيل التعامل به مع إيران، وكان ذلك في الوقت الذي تستعد فيه تل أبيب لتوجيه ضربة عسكرية وقائية للدولة الفارسية. وأكد المسئول القضائي الأمريكي السابق، أنه رغم علاقته الطيبة بهيلاري كلينتون، لكنه لم يستنكف الهجوم عليها والرئيس باراك أوباما، حينما علم أنه بالتزامن مع تعمد كلينتون تسريب تلك التقارير، حصل هو شخصياً علي معلومات تفيد بأن إدارة أوباما أحبطت صفقة كان من المقرر أن تبرمها إسرائيل مع إيران لتسوية القضية النووية فيما ينهما، ولكن من "تحت الطاولة"، ومن دون أن يكون للإدارة الأمريكية دور مباشر في صناعة تلك التسوية. الأكثر من ذلك أن الصحيفة العبرية كشفت النقاب في تقرير نسبته لنفسها، عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، توعد بإسقاط أية مقاتلة إسرائيلية تتجه نحو البرنامج النووي الإيراني لقصفه، وذلك بعد أن علم أوباما من وزير إسرائيلي – لم تكشف الصحيفة هويته – أن نتانياهو ووزير دفاعه موشي يعالون، يعدان لتنفيذ عمل مسلح ضد طهران، وأن الرجلين الاسرائيليين يعلمان أن أوباما ووزير خارجيته چون كيري، يعتزمان التوقيع علي صفقة سرية مع الإيرانيين، وأن واشنطن تعمدت إخفاء بنود الصفقة، حينما أحجمت عن إمداد تل أبيب بفحوي المحادثات الجارية مع طهران حول برنامجها النووي. وفيما يتعلق بتحركات الوزير الإسرائيلي الذي يدور الحديث عنه، قالت صحيفة معاريڤ أنه نقل كل تفاصيل الخطة العسكرية الإسرائيلية لوزير الخارجية الأمريكي، وأن الأخير نقلها بدوره إلي أوباما، الذي اتصل بنتانياهو هاتفياً، وأبلغه بأن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران، سيعد تجاوزاً للخط الأحمر، وأن واشنطن لن تسمح بذلك، وأن المقاتلات الإسرائيلية ستسقط قبل وصولها إلي أهدافها في إيران، فتراجع نتانياهو ووزير دفاعه عن عمليتهما العسكرية المزمعة حينئذ. تخاريف إسرائيلية : النووي الإيراني يهدد بإزالة تل أبيب وحيفا ومليون يهودي بصورة أو أخري.. واصلت الدوائر الأمنية في تل أبيب تحريضها ضد إيران، لاسيما بالتزامن مع كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمام الكونجرس الأمريكي. فرغم أن حديث نتانياهو انصب في مجمله علي الملف النووي الإيراني، وإرهاصات تجاوز حكومة طهران للعتبة النووية، إلا أن الدوائر العبرية ذهبت إلي ما هو أبعد من أي تقدير، حينما وضعت سيناريو رأت أنه بات قاب قوسين أو أدني من التنفيذ، خاصة في أعقاب تلميحات رسمية إيرانية، حذرت من مساس إسرائيل بالدولة الفارسية، واعتبرت زوال مدينتي تل أبيب وحيفا سيكون رداً سريعاً من إيران، إذا قررت إسرائيل تبني الخيار العسكري ضدها. وفي حين يجد تبادل الاتهامات بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي أرضاً خصبة منذ فترة ليست بالقليلة، إلا أن السيناريو الذي حذرت منه إسرائيل، هو إمكانية إلقاء قنبلة نووية من طائرة ركاب إيرانية علي منطقة قريبة من إسرائيل داخل البحر الأبيض المتوسط. وبتفصيل أكثر دقة، قالت معلومات تقرير موقع "دبكا" العبري، إن سيناريو إلقاء القنبلة النووية قبالة إسرائيل لن يكون مستبعداً، وإنما يجب علي إسرائيل الاعتراف بأنه سيخلف إعصاراً في البحر، سيؤدي إلي مقتل ما لا يقل عن مليون إسرائيلي، فضلاً عن عدد ضعف ذلك من المصابين، ولن ينجو من الإعصار المميت سوي من تواجدوا بالصدفة عند جبال مدينة القدس. ورغم أن الإعصار الذي يتحدث عنه التقرير العبري، لن يختار إسرائيل ليستهدف مستوطنيها فقط، وإنما سيطول أذاه بطبيعة الحال شواطئ غزة، ومصر، ولبنان، وتركيا، إلا أن معدو التقرير وضعوا معطيات خاصة لسيناريو القنبلة النووية الإيرانية، لتمرير تعرض إسرائيل وحدها لخطر مدمر من إيران، وبحسب السيناريو الإسرائيلي، تقلع الطائرات المدنية الإيرانية من ميناء طهران إلي ميناء "لارنكا" الدولي، وقبل توجهها للمطار القبرصي، تحلق في مسار جوي فوق وسط البحر الأبيض، وتبعد تلك النقطة عن ساحل "تل أبيب" و"جوش دان" بمسافة 100 كيلومتر. واستكمالاً للسيناريو الأمني الإسرائيلي المتوقع، فإنه إذا تمكنت إيران من امتلاك قنبلة نووية واحدة، أو حتي منشأة نووية قابلة للانفجار، فليس ثمة شك في أن الايرانييين يستطيعون وضع تلك المنشأة الصغيرة أو القنبلة النووية الأصغر في كابينة الطائرة المدينة، وإلقائها علي النقطة المحددة دون أن تستشعر ذلك الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية. ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فالنقطة التي ستسقط فيها القنبلة ستكون قريبة من أكثر المناطق السكانية كثافة في إسرائيل، إذ تبلغ مساحتها 1.500 كيلومتر، ويعيش في تلك المنطقة 3.7 مليون إسرائيلي معظمهم يهود من إجمالي 8.3 مليون نسمة تعداد سكان إسرائيل. وعند انفجار القنبلة سينتج عنه عاصفة "تسونامي" عنيف في وسط البحر المتوسط، وسيستهدف هذا الإعصار بحسب الإرهاصات الأمنية الإسرائيلية، الدولة العبرية وحدها من دون غيرها، فخلال 10 دقائق فقط – هي الفترة الزمنية المحددة للإعصار المتوقع إسرائيلياً، الذي سيزيل مدينة تل أبيب وحيفا من خارطة اليابسة. أما إذا ألقيت القنبلة النووية الإيرانية – بحسب تقديرات الموقع العبري – علي بعد 60 كيلو مترا من سواحل إسرائيل، فستصل أمواج الإعصار الهادرة إلي وسط إسرائيل، وسينجم عن ذلك عدة نتائج، أولها: سيضرب التسونامي معظم إسرائيل بداية من هرتزيليا وحتي أشدود، ليمحو كل ما يلقاه في طريقه، ولن يتوقف تدفق المياه العاصفة إلا عند جبال القدس فقط. وفي محاولة للتأكيد علي الخسائر التي ستتكبدها إسرائيل نتيجة للسيناريو المتوقع، ألمح تقرير موقع "دبكا" العبري إلي أن التسونامي سيضرب منطقة بطول 85 كيلو متر تبدأ من حيفا، التي تعد ميناءاً بحرياً ومركزاً صناعياً إسرائيلياً، ويتجه التسونامي جنوباً حيث تل أبيب، ويقيم في تلك المنطقة 1.250 مليون إسرائيلي معظمهم يهود.