عن سفيان عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحداً بعدك.. قال صلي الله عليه وسلم: قل آمنت بالله ثم استقم. والمقصود بالاستقامة هو سلوك الطريق المستقيم وتشمل فعل الطاعات الظاهرة والباطنة وترك المنهيات فهي طريق النجاة.. فمن زعم انه استقام علي شرع الله وظاهره يخالف ويقول التقوي ها هنا ويشير الي صدره فهذا كاذب لأن إذا استقام القلب انقادت الجوارح وأيضا من استقام ظاهره ولم يستقم قلبه فاستقامته غير صحيحة لأن الذي يعمر القلب بالشهوات حمل قلبا مسودا قليل التعلق بالله.. وليس مفهوم الاستقامة عدم الوقوع في الذنب بل لابد من الذنب لأن الله أمر مع الاستقامة بالاستغفار قال تعالي «فاستقيموا إليه واستغفروه» فكل بني آدم خطاء فهذه طبيعة البشر ولكن خير الخطائين التوابون وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم .. سددوا وقاربوا.. فالسداد هو الاستقامة والقرب هو أن يصيب الانسان ما يقربه من الغرض.. اذا لم يصب الغرض نفسه ولكن بشرط ان يكون مصمما علي الاستقامة والتي ستأتي له بثمرات كثيرة منها نزول السكينة خاصة عند الموت وسعه الرزق في الدنيا والانشراح في الصدر والحياة الطيبة. أما سبيل تحقيقها والمحافظة عليها فهناك عدة مقويات ومغذيات منها فعل الطاعة ومجاهدة النفس علي الإخلاص والاشتغال بالعلم النافع الذي يعرف به الله ويعبد ويحمد وبه يهتدي السالكون ويصل الواصلون ويدخل من بابه المقصرون.. وأيضا الدعاء علي الثبات وقراءة القرآن والصحبة الصالحة والتوسط والاعتدال بلا افراط أو تفريط.