تدفق الآلاف علي شوارع العاصمة الروسية موسكو أمس للاشتراك في مسيرة تأبينًا للمعارض السياسي البارز والنائب الأسبق لرئيس الوزراء بوريس نيمتسوف الذي اغتيل برصاص مجهولين علي بعد خطوات من الكرملين, في جريمة أثارت مخاوف متزايدة بين معارضي الرئيس فلاديمير بوتين بشأن مستقبل البلاد. وسمحت السلطات في موسكو بمشاركة ما يصل إلي 50 ألف شخص في المسيرة لكن منظمين يتوقعون تجاوز هذا العدد. وقبل اغتيال نيمتسوف كانت المعارضة تعتزم تنظيم مظاهرة أمس تنديداً بالفساد وللمطالبة بإجراء إصلاحات, لكنها تراجعت عن تنظيم المظاهرة بعد اغتيال نيمتسوف ودعت لمسيرة جنائزية تكريماً له. وكان نيمتسوف يخطط لإحياء دور المعارضة بمظاهرة في منطقة مارينو علي مشارف موسكو احتجاجاً علي سياسات بوتين الاقتصادية وما تصفه المعارضة بأنه ضلوع روسيا في أحداث أوكرانيا. وتتواصل الجهود للعثور علي مرتكبي عملية الاغتيال, وقال محققون إنهم يتتبعون عدة خيوط لمعرفة الجناة. وقال بوتين في رسالة موجهة إلي والدة نيمتسوف إنه يبذل كل الجهود لمعاقبة القتلة ومرتكبي عملية الاغتيال التي رأي حلفاء الكرملين أنها عمل استفزازي يهدف لزعزعة استقرار البلاد وسببت صدمة لدي القادة الغربيين والمعارضة الروسية. في المقابل, قال سيرجي ميتروخين وهو زعيم معارض في إشارة لقتل نيمتسوف « إنها ضربة لروسيا. إذا كانت الآراء السياسية تعاقب بهذا الشكل فإن هذا البلد ببساطة لا مستقبل له». وأدان السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون عملية الاغتيال وقال إنه يتوقع مثول الجناة أمام العدالة في أسرع وقت. وقال رئيس الوزراء الليتواني السابق اندريوس كوبيليوس إن نيمتسوف كان ينوي طلب اللجوء السياسي إلي ليتوانيا عام 2012 خوفاً من تعرضه للاضطهاد من جانب الكرملين لكنه قرر في نهاية المطاف البقاء في روسيا. وبرز نيمتسوف خلال المظاهرات التي هزت موسكو شتاء 2011 و2012.