التحديات والمخاطر التي تواجهها المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين علي امل الوصول الي حل نهائي للصراع العربي الاسرائيلي المرير كثيرة ومتنوعة وكلها تنذر بعواقب وخيمة قبل ان تبدأ المفاوضات نفسها. فهناك اطراف ليس من مصلحتها استئناف هذه المفاوضات وبطبيعة الحال في مقدمة هذه الاطراف اسرائيل ولكن للاسف في نفس الوقت هناك اطراف فلسطينية وعربية تري ان الوضع الراهن هو الافضل والذي يخدم مصالحها. وتلعب اسرائيل حاليا لعبة خطيرة باستغلال وسائل الاعلام واستخدام التكنولوجيا المتطورة التي اصبحت السمة المميزة للاعلام الحديث وتقوم بين الحين والآخر بتسريبات للاخبار والتقارير المغلوطة أو تستخدم اسلوب دس السم في العسل وتقدم اخبارا أو تقارير حقيقية وبين ثناياها تدق الاسافين وتروج للاكاذيب وللاسف تجد الكثير من وسائل الاعلام العربية التي تتلقف هذه الاخبار وتروجها دون ان تدري انها تقدم اكبر خدمة لاسرائيل ذاتها.. وتجيد اسرائيل استخدام فنون الاعلام منذ سنوات طويلة ولها وسائلها وعيونها وعملاؤها في مختلف المواقع في انحاء العالم الذين يديرون هذه الآلة الاعلامية الجهنمية المسئولة عن عمليات غسيل المخ وقلب الحقائق وتشويهها والخلط بين الحقيقة والاكاذيب. وتحويل الضحية إلي جلاد والجلاد إلي ضحية.. وحين وافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الاخير بالقاهرة علي اجراء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بشروط الالتزام بحدود عام 7691 واقامة الدولة الفلسطينية علي الاراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشريف. تضاربت الاراء والاجتهادات حول هذه المفاوضات ومكانها والجدول الزمني المحدد لها والموضوعات التي سيتم طرحها والتي يصر الجانب الفلسطيني علي ان تبدأ هذه المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها منذ عدة سنوات وليس من نقطة الصغر حتي لا يستمر مسلسل ضياع الفرص. واذا سلمنا بان اسرائيل جادة في خوض هذه المفاوضات فإن عليها ان توقف جميع اجراءاتها التعسفية والعدوانية ضد الفلسطينيين ولكن للاسف فوجئنا بالعدوان الاسرائيلي الاخير علي لبنان وسط مزاعم وحجج واهية ولكنها عملية عسكرية تؤدي إلي خلط الاوراق والتلويح بأنه لا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ومن المتوقع ان تشهد الايام القليلة القادمة عمليات اخري مماثلة سواء داخل الاراضي الفلسطينية المختلفة أو في الشريط الحدودي مع لبنان أو في مناطق اخري لجذب الانظار في اتجاه اخر بعيدا عن المفاوضات المباشرة.. وتأتي تحديات اخري ولكن هذه المرة من الجانب الفلسطيني وكانت الصواريخ التي اطلقت مؤخرا علي ايلات الاسرائيلية والعقبة الاردنية احد هذه التحديات والمخاطر التي تعرقل استئناف هذه المفاوضات وتعطي اسرائيل الحجة بعدم المشاركة في المفاوضات احتجاجا علي هذه الصواريخ بل انها تستعد للرد عليها بعد ان ملأت الدنيا صراخا حول استهدافها للمدنيين الابرياء الاسرائيليين وبالتالي عليها الرد علي هذا العدوان. وقد اكدت مصر بقوة انها لن تسمح لأحد مهما كان ان يستخدم اراضيها للاضرار بمصالحها وكشفت ان عناصر فلسطينية من قطاع غزة وراء اطلاق هذه الصواريخ. وهنا مكمن الخطورة في قيام بعض العناصر الفلسطينية المتشددة بمثل هذه الاعمال التي تعرقل عملية السلام أو الدخول في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.