ماذا يحدث في مصرنا الكروية، حمامات دم في بورسعيد، وهجوم مسلح بالنيران والشماريخ انتهي بحريق كامل لمبني اتحاد الكرة القديم وحريق بنادي اتحاد الشرطة الرياضي، واعتداءات في عز الضهر علي حافلة فريق شباب الاتحاد السكندري، وشغب وتحطيم للمدرجات وصالات الأندية، وهتافات معادية لكل طوائف المجتمع، وضحايا أبرياء في أحداث الوايت نايتس، وروابط ثائرة وغاضبة تهاجم علي طول الخط، لا يفرقون بين صغير أو كبير، مفرداتهم غريبة وعجيبة، ولغة حوارهم لا تحمل سوي التهديد والوعيد والانتقام ! هذه ليست مصر الكروية، بل هي أحداث بعيدة عنا، فقد كنا دائما جماهير مسالمة، نؤمن بالمتعة الكروية والمبادئ الشرقية التي تعلمناها من أجدادنا، والتشجيع بالفطرة، لا تعرف الغدر ونجهل الانتقام ولغة الدم ! جماهيرنا كانت منظومة حضارية، تمضي أسعد لحظاتها وهي في ملاعب الكرة، تؤمن بالحب والأمن وتعلي من مفردات التسامح والمودة، تتبادل العناق وتشجع بروح رياضية، لا مكان لمندس أو لمنتقم أو لعميل، كانت المدرجات وطنية في سبيل إعلاء كلمة مصر ! نريد أن تعود الثقة بين الجمهور والأمن، لا نريد أن يركب الجمهور الأمن، ولا نريد أن يركب الأمن الجمهور، يجب أن يسيرا معا يدا واحدة، وأن تكون هناك ثقة متبادلة، ويفهم الجمهور أن الأمن يذهب المباريات، لا ليتسيد عليه أو يحكمه، ولكن من أجل أن يؤمنه ويحميه، ويجب أن يفهم الأمن أن الجمهور الذي يذهب ليشجع هم أهلنا وأمهاتنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا ! في يد جمهورنا أن يعيد السلام والمحبة إلي بلادنا ومدرجاتنا إذا التزم بدوره كجمهور يهتف ويشجع ويساند فريقه، وفي أيدي الدولة أن تعيد الهيبة والرهبة والأمان بأن تضرب ونحن معها علي أيدي الذين يسيلون دماء الأبرياء ويزرعون الكراهية والتعصب ومحترفي اللعب بالنار ! رحل عن دنيانا الفارس النبيل والمحارب المبتسم د.اسماعيل فايد نائب رئيس سموحة دون أن يمهلنا لحظة لكي نقول له : «وداعا» !