رغم ملامحها الناعمة، وأنوثتها الطاغية، إلا أن عضوة حزب «البيت اليهودي» أييلت شاكيد لا تستطيع التخلي عن مركزها المتقدم في معسكر التطرف الإسرائيلي، وربما ساقها ذلك إلي احتلال المركز الثاني في الانتخابات الداخلية للحزب، وأهلها للدفاع عن مستقبله في الانتخابات المرتقبة، فعندما تردت شعبية الحزب بشكل مفاجئ، خصصت كل وقتها للدفاع عنه والهجوم علي منافسيه، لاسيما حزب الليكود الذي وصفت رئيسه بنيامين نتانياهو ب «المستغل»، وقالت عبر تغريدة لها علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن نتانياهو وراء نشر أكاذيب حول اعتزام الرئيس الإسرائيلي راؤوبين ريفلين تكليف الليكود بتشكيل الحكومة المقبلة، مشيرة إلي أن ذلك غير صحيح، وسيكلف الرئيس الإسرائيلي من له فرصة أكبر بالمهمة السياسية. شاكيد البالغة من العمر 38 عاماً، لعبت أدواراً خطيرة عكفت فيها علي إثارة الرأي العام داخل وخارج إسرائيل، وربما بزغ نجمها في هذا الصدد، حينما تبنت أسلوب جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الأكاذيب والإدعاءات حول مواقف مصر السياسية، لاسيما ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، فمنذ أسابيع استغلت شاكيد مزاعم نشرتها صحيفة معاريف العبرية، تشي بأن مصر وافقت علي إقامة وطن بديل لسكان قطاع غزة في سيناء، وفي حين استنكرت القاهرة ما جاء بالصحيفة، واعتبرته نقطة جديدة في رصيد الحملات الإعلامية المشبوهة التي تشنها تل أبيب ضد مصر، تجاهلت أييلت شاكيد استنكار القاهرة، وخرجت علي شاشات آلة الاعلام العبرية في محاولة لترسيخ مزاعم صحيفة معاريف. لم يكن مستغرباً أن تكون أييلت شاكيد حلقة في سلسلة حملات التشوية الاسرائيلية ضد مصر، خاصة أن سيرتها الذاتية تحمل كماً زاخراً من التشدد والتطرف منذ نعومة أظفارها السياسية، ففي الفترة ما بين 2006 إلي 2008 أدارت مكتب رئيس حزب الليكود، وفي 2008 انشقت ورئيس حزب "البيت اليهودي" الحالي نفتالي بينت من الليكود، وابتعدا سوياً عن مكتب نتانياهو. وفي بداية 2010 أقامت بالتعاون مع بينت حركة "إسرائيل بلدي"، وقادت شاكيد الحركة حتي مايو 2012. وتعتبر شاكيد آلة الإعلام أهم بكثير من قذائف وصواريخ المعارك العسكرية، ورأت أن إلصاق مصطلح الإرهاب بعمليات المقاومة الفلسطينية، لابد أن يكون في إطار حملة إعلامية، تنقل للرأي العام العالمي صور أي جندي أو مدني إسرائيلي يتعرض لاعتداء من قبل الفلسطينيين، ولم تستنكف شاكيد أن تنسق مع عائلات الجنود الإسرائيليين، المشاركين في الاعتداء الأخير علي قطاع غزة، لنشر وتسويق صور أبنائهم المصابين إقليمياً ودولياً، وقالت حينئذ: "أعتقد أن ذلك سيخلق نوعا من التوازن بين صور المصابين والقتلي الفلسطينيين والإسرائيليين". في نهاية 2011 قادت أييلت شاكيد حملة جديدة ضد مصر، حينما نعتتها بأنها المسئول عن تسلل الأفارقة إلي إسرائيل، وفي حين تستقبل بلادها المتسللين، وتتخذهم ذريعة لإقامة نقاط استيطانية جديدة بداعي استيعابهم سكنياً، فضلاً عن تورط عدد ليس بالقليل من جنود وضباط جيش الاحتلال في تسهيل تسلل تلك العناصر مقابل أجر مادي، قالت شاكيد في سياق حملتها: "إن توافد المتسللين الأفارقة واستيعابهم في إسرائيل، ينزع عن الدولة العبرية "هويتها اليهودية"، ويشكل خطراً علي "صبغتها الديمقراطية". وطالبت بمنع المتسللين الأفارقة من العمل داخل إسرائيل، وتهجيرهم إلي بلادهم الأصلية، وحماية إسرائيل من موجات الهجرة غير الشرعية، عبر تسريع وتيرة بناء السياج الفولاذي علي الحدود مع مصر. ولدت أييلت شاكيد في السابع من مايو عام 1976، وكانت رئيساً لكتلة "البيت اليهودي" في دورة الكنيست السابقة.