الاحزان تخيم علي الساحات الرياضية.. بعد أن فقدت الجماهير المصرية التي تشجع كرة القدم 20 شاباّ.. عندما ذهبوا لتشجيع فريق الزمالك في مباراته الأحد الماضي مع نادي أنبي بأستاد الدفاع الجوي. وأثناء اندفاعهم بروح الشباب من الباب الوحيد المتاح أمام أكثر من عشرة آلاف مشجع ونظراً لسوء تنظيم الدخول وحرص قوات الأمن علي فرض النظام أثناء دخول هؤلاء المشجعين الذين رفع أغلبهم أيديهم وهي ممسكة بتذاكر المباراة إلآ أن هذا الاندفاع الحماسي من ناحيتهم وتصدي قوات الأمن المركزي لهم من الناحية الأخري مع ضيق ممر البوابة حدث سقوط للمئات منهم تحت الأقدام وإصابة الآخرين بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها عليهم قوات الأمن فصعب علي بعضهم التنفس في هذا الجو الخانق لتقع الكارثة في دقائق وتبدأ سيارات الإسعاف في نقل الموتي إلي مشرحة زينهم والمصابين -وهم بالعشرات- إلي المستشفيات المحيطة بمنطقة الأستاد في محاولة يائسة لإنقاذهم من الموت. أبكي هذا الحادث الأليم جميع المسئولين في الأوساط الرياضية لأنه أعاد الذكري الأليمة لمذبحة بورسعيد التي وقعت في نفس الشهر منذ ثلاث سنوات حيث سقط 74 مشجعاّ من أولتراس الأهلي والمصري. وتذكر أهالي الضحايا الآن أن جميع المسئولين عن هذه المذبحة لم يصدر ضدهم أحكام نهائيا وكأن الإنسان المصري كما نقول دائما لا ثمن له ولا قيمة وأن كل مجرم يهرب بجريمته ولا يدفع الثمن غير أم ثكلي وأب يبكي ابنه وملاعب تقفد القدرة علي احتواء المشجعين الذين يعشقون كرة القدم ويسعون وراء أنديتهم في كل مكان من أجل أن ترتفع أعلام مصر خفاقة في سماء الرياضة. نعم عشنا طويلا منذ مذبحة بورسعيد بلا جماهير تشجع في الملاعب وهذا ما أفقد الرياضة المصرية الكثير من الأمجاد التي سبق وحققتها وجعلنا نتراجع كثيراً في جميع البطولات خاصة بطولات كرة القدم التي أصبحنا في ذيل الماراثون الكروي الأفريقي والعربي معاّ.. الذي يحقق منا قليلا في الكارثة الأخيرة نجد أن هناك سوء تنظيم واضحا جداّ والمسئولية تقع علي الذي أمر بفتح باب واحد في هذا الاستاد الذي له أربعة أبواب كبري ولم يترك لهؤلاء المشجعين مسافات خارج أسوار الاستاد تكفي لتنظيم صفوف طويلة للدخول دون التزاحم أو الاندفاع مثلما يحدث في جميع الاستادات الرياضية في العالم حيث يكون للاستاد الرياضي 10 أو 20 بوابة للدخول. والحل حالياّ هو منع المشجعين من الدخول أو إلغاء مسابقة الدوري لا يكفي بل علينا أن نعمل علي استمرار المباريات ولكن مع استخدام شركات أمن خاصة لتنظيم دخول وخروج المشجعين عندما نتفق علي عودتهم إلي الملاعب مرة أخري وهذا لن يكلفنا أعباء مالية ضخمة لأن صناعة الرياضة تدر ما يزيد علي 10مليارات جنية ويعمل فيها مئات الألاف ولا يجب أن نساعد علي هدم هذا النشاط الرياضي في مصر بأيدينا..كل العزاء لأسر شهداء الملاعب ونتمني ألا تتعرض الرياضة مرة أخري لمثل هذة الكارثة.