ليست الدمي الحارقة القاتلة التي يستخدمها أعداء الإسلام في البلاد العربية سوي مقدمة للمواجهة الكبري بين دول هشة مسلمة وعربية وبين الإمبريالية العالمية علينا ان نعود بالذاكرة إلي التجربة الأولي لصناعة الدميات المتأسلمة.. إلي أفغانستان ذلك البلد الذي احتله الاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة حيث كان عض الأصابع بين الامريكان والروس يتم من خلال دول أخري حليفة لهذا أو ذاك شيء شبيه بما يحدث في أوكرانيا الآن فجاءت أمريكا إلي الدول العربية والإسلامية تنشد مساعدتها ليس لإخراج الروس من أفغانستان في معركة عسكرية بعيدة عن الدين وإنما جاءت لشحذ الهمم العربية والإسلامية للقضاء علي الملاحدة الذين غزوا دولة إسلامية، فهي حرب بين المسلمين والكفار وليست حرب دفاع عن ارض احتلها الآخر. وعندما نجحت التجربة واستطاع المسلمون المهاجرون من كل بلد بعد تدريب عسكري ودعم اقتصادي أمريكي ومن الدول العربية أن يحققوا لأمريكا مالم تستطع حتي الآن لو أعيد المشهد ان تحققه من إلحاق الهزيمة بالروس عسكريا وإخراجهم من افغانستان والدليل علي ذلك أزمة أوكرانيا تتعامل أمريكا واوربا مع روسيا بالضغط الاقتصادي فقط. هذه التجربة الإنسانية في الوقوف مع الأخوة ضد أي احتلال هدف وواجب علي كل مسلم ولكن أمريكا صاغته لحسابها فكان حق يراد به باطل. وجدت أمريكا في صناعة تنظيم القاعدة مكاسب عدة أفادتها علي المستوي الدولي حتي وهي تتهمها بأنها وراء تفجيرات 11 سبتمبر التي فتحت لأمريكا الباب للخروج بجحافلها العسكرية دون صد للتحكم في منطقة الشرق الأوسط دون رجوع وانه لايكفي تنظيم واحد وانه يمكن صناعة عدة تنظيمات بأسماء مختلفة لزرع الفتنة داخل الأمة العربية والإسلامية وهو سلاح اشد فتكا من القتل كما أنه يجنب امريكا المواجهة المباشرة مع جميع الدول التي تريد لها أن تصبح كانتونات عربية وإسلامية طيعة سهلة الانصياع لما تمليه عليها من أوامر. أمريكا واعداء الاسلام ساروا في انشاء تجارب اخري مثل القاعدة زرعوها في اماكن محددة لهدم البنية العربية والاسلامية من الداخل وتعد تمهيدا للمواجهة الأولي بين السنة والشيعة فتارة تزرع سنة في مكان ما بالعراق تحت مسمي «داعش» لمحاربة الشيعة وتعاون وتغض الطرف عن ايران في مساعدة الحوثيين في اليمن لمواجهة السنة هناك حتي استطاعوا ان يستولوا علي الحكم بعد استقالة رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وفي سوريا ساعدوا جبهة النصرة والمقاومة ضد العلويين ليس لخلع الاسد ونظامه وإنما لإشعال الفتنة وللتأكد من نتائج الحرب الدينية بين الطوائف والتدخل وقت اللزوم اذا انحرفت المعادلة عن مسارها. وعندما دخلت داعش سوريا وجاء الأكراد من كل مكان للدفاع عن كوباني وجدت امريكا فرصة أخري لاذكاء نيران الحرب بين السنة والسلفية الجهادية وفي مصرنا العزيزة جاءت لنا بكل الانواع: القاعدة وانصار بيت المقدس وداعش والسلفية الجهادية لقتل اولادنا في الجيش والشرطة وبهذا تحقق الحلم التتري بهزيمة واضعاف الجيوش العربية الثلاثة: مصر وسوريا والعراق. ولكن هيهات، فمصر أبية طوال تاريخها حتي وهي في أحلك لحظات ضعفها وبمشيئة الله سنلقن اعداء مصر والاسلام درسا آخر من دروس التاريخ. امريكا واسرائيل هما الوجهان المعروفان ومعهما اوربا لسلب المنطقة مقدراتها واضعافها ولكن يبدو لنا من المعلومات المتواردة ان هناك لاعبين جدد في المعادلة لايهمهما الاسلام سواء آكان سنياً أو شيعياً وانما يتبعان نفس اسلوب الاعداء لتحقيق مصالحهما لعلهما يحظيان بقطعة من الكعكة العربية وهما تركيا وإيران. لقد قال الرئيس: لن نترك أحداً مول أو ساند أو سهل وصول الارهابيين إلي المنطقة لقتل اولادنا.. وإنا إن شاء الله لقادرون حتي لاتدوم تجارب أخري بعد افغانستان التي اصبحت ليس لها محل من الاعراب بين الدول.