رحلت عنك يوما شريدا هائما ألملم شتاتي بين حلم عروبة وحلم وطن. مضيت عدوا وسيرا وزحفا أسبح في ذرات رمالك متمتما.. حبيبتي أصمدي..تركت فيك أرواحا ترفرف وملائكة تصلي ورب يحمي..حبيبتي أصمدي.. سأعود يوما ألامس أرضك بجبهتي بصيحتي، سأعود حتما أشق غمامك ازيح سوادك بضربتي بعقيدتي. الله أكبر، زلزلي وحطمي الأعداء، الله أكبر صيحتي طهرت أرض الأنبياء..اليوم عدت حبيبتي يا ويلتي أي حضن يحتوي هذا البراح؟.. اليوم عدت احمل خيمتي، امضي فيك هائما أروي بدمي عطشك للحرية، واكتب بقلمي عهدنا المقدس فلن تضيعي ولن تتخطفك وحوش البرية.. فمن يخون عهد الأمان الرباني لهذه الارض ؟ ومن يفرق فيك بين رمل ورفات بين دم وماء بين زرع وجبل؟ فكلها أنت سيناء. في الرحلة وقفت ببابك منتظرا..أين المهنئين؟ أين المعمرين؟ أين سكان خيمتي؟ اخترتها خيمة كي لا تفصلنا الجدران.. اخترتها خيمة فقد ادمنت رائحة الرمال.. اخترتها خيمة ليعانق جسدي ارضها كل يوم..اخترتها خيمة كي أري شموسها تتلألأ شروقا وغروبا. فأين أنتم أحبتها ومن في هذا البراح؟..أمضي وأشاهد أجيال الشيطان وقد سكنت فوق أرض حررها بطل يرقد في الأعماق. وكل فارس يسكنها تقتله رصاصة غدر من جبناء..وأضحت صيحة الله أكبر تدنسها افواه الحيات..من فينا المذنب يا عمري سحرك أم نومي السبات؟ من فينا مزق عهدا مكتوبا بدماء الشهداء؟ من زرع فيك السم ليتيه نبتك الطيب في الصحراء ؟ ومن اتي بذئاب تغرس فتن الكره والكفر بالأوطان؟ أمازلت تبحثين حبيبتي عن عطر زهرة شبابك في ميدان؟ أم تراك غاضبة ممن اضاعوك في بحر النسيان؟..فسامحينا «سينتي» وانفضي عنك غبرة الأعداء.. فيكي الروح وبك الجسد درعا حتي الممات.