المدقق في الجريمة الإرهابية الأخيرة التي وقعت شمال سيناء، لابد أن يلاحظ ما تحمله في طياتها من دلالات واضحة، علي تورط عناصر وجهات خارجية فيها بالتخطيط والإعداد والتدريب، وأيضاً بالمشاركة في التنفيذ، نظراً لما تحتاجه نوعية الأسلحة المستخدمة فيها من خبرة نوعية وتدريب مكثف. ذلك يتطلب منا، بل يحتم علينا، الانتباه للحقيقة الواضحة التي تؤكد أن هذه الجريمة وغيرها، هي جزء من الحرب الإرهابية الشاملة والدنيئة، التي تتعرض لها مصر وشعبها في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، التي تخلصت من الطغمة الفاشلة التي أرادت أن تسقط بالدولة في براثن التفكك والتخلف والضياع، لولا إرادة الله ويقظة الشعب والوقفة الصامدة لقواته المسلحة دفاعاً عنه وتنفيذاً لإرادته. وهدف الحرب الشرسة التي نتعرض لها الآن، معلن علي ألسنة الجماعة الإرهابية، وفي بيانات المتحدثين باسم عصابات الضلال والتكفير والإرهاب المتحالفين معها والمعاونين لها، ..، وهو كسر إرادة المصريين وتعويق مسيرتهم نحو المستقبل، والإطاحة بطموحاتهم في بناء دولتهم الجديدة، القائمة علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.. وفي هذا الإطار، يأتي سعي الجماعة الإرهابية المعلن لوقف وتعطيل المسيرة المصرية لاستكمال الاستحقاق الثالث في خارطة الطريق، وهو الانتخابات البرلمانية، وكذلك محاولاتها اليائسة والمستميتة لوأد السعي المصري لإقامة المؤتمر الاقتصادي القادم، ..، وذلك بهدف وقف انطلاقة مصر السياسية والاقتصادية، وإغراقها في المشاكل والأزمات وحصارها بجرائم التخريب والإرهاب، وإشاعة الفوضي وعدم الاستقرار بها. وهنا تلاقت أهداف الجماعة الإرهابية، التي تخلص الشعب من شرورها وسيطرتها علي مقاليد الحكم، مع أهداف ومخططات القوي الدولية والاقليمية، الساعية لإعادة رسم خريطة المنطقة العربية والشرق أوسطية من جديد، ..، وهو ما يتطلب الخلاص من الأوضاع القائمة في المنطقة العربية بصورتها الحالية. وذلك يستدعي بالضرورة تفكيك وإسقاط الدول الرئيسية في هذه المنطقة، لأنها تقف حجر عثرة في طريق تنفيذ المخطط، وفي مقدمة هذه الدول مصر والسعودية، ..، وذلك بعد أن تم الخلاص بالفعل من العراق وسوريا بالحرب والفوضي والتخريب والدمار. «وللحديث بقية»