منذ تعرضت فرنسا لهجمات ارهابية هي الأكبر منذ عقود وانا أتابع اداء الإعلام العربي حول الحادث وكيفية التعامل مع هذا الحدث الهام الذي أعاد للأذهان تلك الهجمة الشرسة التي تعرض لها المسلمون عقب هجمات 11 سبتمبر الأمريكية. توقعت ان نكون قد تعلمنا الدرس واستفدنا من دروس الماضي القاسية وقررنا ألا نسير في مواكب الإعلام الغربي التي اعتادت أن تلصق تهمة الإرهاب بالإسلام. ظننت أنه أصبح لدينا وعي إعلامي يجعلنا نرفض وضع الإسلام مع الإرهاب في كفة واحدة.. ولكني اكتشفت للاسف أننا نعيش مأساة حقيقية. وتبنينا مجددا وجهة النظر الغربية وان ما حدث جريمة قمع لحرية الإبداع والتعبير عن الرأي من قبل الإسلاميين المتطرفين الذين تأثروا بأفكار جهادية نتجت عن اعتناقهم لأيدلوجيات القاعدة وداعش. بل وصل الأمر إلي حد كتابة مانشيتات «كلنا شارلي».. تناسي هؤلاء ان هذا «الشارلي» اكتسب شهرته من سب الرسول محمد (ص) وسب مقدساتنا الإسلامية في الوقت الذي فصلت فيه المجلة أحد صحفييها بتهمة معاداة السامية عندما أقدم علي نشر كاريكاتير ينتقد فيه إسرائيل. أي ان القضية ليست الحرية وليست الابداع الذي نشير له بأقلام رصاص مقصوفة تضامنا مع إبداع سب الرسول الذي يقدمونه.. ولماذا حتي الآن لا يملك اعلامنا الفذ آليات الرد الفعالة التي افتقدناها مرارا كلما تعرضنا لحملات تشويه حجبت عن الغرب الصورة الحقيقية للاسلام؟ فمتي سنشن الحملات من اجل اقرار قوانين تجرم العداء للأديان في العالم؟ ومتي سنحكي تجارب المسلمين الذين يسهمون كل يوم في بناء المجتمعات الغربية كما اسهم اجدادنا من قبل؟ حقا لست شارلي ولكني بالتأكيد أحمد الضابط المسلم الذي قتل بدم بارد علي يد ارهابيين بينما كان يحمي مجلة تهينه في كل اصدار. ورغم ذلك عليه ان يبرهن حتي بعد مماته أنه مسلم وليس إرهابيا حتي لو وهو ضحية.