حادثا احتجاز الرهائن داخل مقهي سيدني باستراليا وداخل مبني في بلجيكا الشهر الماضي كتبت مقالا في هذا المكان بعنوان « اللي حضر داعش يصرفه «..أشرت في المقال إلي أن الغرب الذي دعم الإرهاب بدأ يكتوي بناره وبدأ يشرب من نفس الكاس الذي شربت منه العديد من الدول التي عانت من الإرهاب سنوات طويلة في الوقت الذي اكتفت فيه دول الغرب بالفرجة ودعم وإيواء قيادات الإرهاب تحت مسمي حرية الرأي واللجوء السياسي.. ولم تمض أيام إلا وضرب الإرهاب قلب العاصمة الفرنسية باريس في 3 حوادث متلاحقة بدأت باقتحام صحيفة شارلي ابدو وقتل رئيس تحريرها و7 رسامين للكاريكاتير و4 من رجال الشرطة وبعد ساعات قتل شرطية وإصابة زميلها وثم حادث تفجير قرب أحد المطاعم دون إصابات..هذا يؤكد أن الأمر جد خطير وأنه آن الأوان أن تتوحد دول العالم لمكافحة الإرهاب..وأن يتخلي الغرب عن سياسة « تسمين العجول « التي يتبعها لفرض سياساته في دول الشرق الأوسط. ونظرية «تسمين العجول « هذه تعمل علي قتل الخصم بالخصم وإنشاء تنظيمات تنقسم علي نفسها ليقاتل بعضها بعضا حتي الرمق الأخير..هذه النظرية تدرّس في الأكاديميات الإستراتيجية في الولاياتالمتحدة وتنص علي : إن كنت تواجه خصما تعذرت هزيمته.. أو تحييده، أو تعديله، أو تحويله أو تجويفه أو تحويله إلي حليف فعليك أن تنشيء، أو ترعي طرفاً من لونه، من حجمه، من « فصيلته «، من طبيعته وتجعلهما يتقاتلان وهما بذلك يقومان بال « المهمة « بدلاً عنك وهذه النظرية ترجمة للسياسة القديمة المتجددة التي عرفها الناس قديمًا باسم «فرّق تسد»، وكان لهم ما أرادوا..داعش وجبهة النصرة يتراقصون بالسكاكين والسيوف علي دماء أبناء العراق والأفغان دمروا بلادهم بعد انتصارهم علي الروس وإخراجهم من أفغانستان واللبنانيون يفعلون نفس الشيء لتقسيم بلادهم والصوماليون دخلوا حلبة مصارعة الثيران لتمزيق بلادهم وليبيا وصل التناحر الي أبعد مدي. ولا يختلف اثنان علي أن التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم القاعدة وأجنحته سمّنته المخابرات الأمريكية..كما أن تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات لم تظهر صدفة لأنها تحتاج إلي تدريب وأسلحة وإنفاق بالملايين وتسهيلات لوجستية واستخباراتية واتصال ومقرات. لكن دارت الدائرة والغرب يدفع اليوم ثمن دعمه للجماعات المتطرفة..الغرب تبني في العلن تارة وفي السر تارة أخري نظرية «تسمين الإرهاب» فاكتوي بناره لذلك يجب أن يعيد النظر في سياساته لأن ما أصاب أمريكا وفرنسا واستراليا وبلجيكا بالأمس قد يصيب غيرها كما يصيب الدول العربية كل يوم بل كل ساعة. يا سادة عليكم أن تعلموا أن النحلة التي تحمل في جوفها العسل تحمل في ذنبها إبرة بداخلها سم قاتل.