في مشهد مسرحي يعيد أمجاد "القذافي" ومسرحياته التاريخية الساخرة، أستقبل "رجب طيب أردوغان" علي درجات سلم قصره الرئاسي الجديد بأنقرة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، القصر الذي تكلف أكثر من نصف ملياردولار، تعلوه الشمس (الشعار الأساسي لتركيا) يحيط بها 16 نجمة ترمز للأمبراطوريات التركية عبر2200 سنة من التاريخ التركي.. الاستقبال العثماني الاستعراضي لأبو مازن، هو بالأساس استعراض لأردوغان وسط حرس شرف يمثلون 16جنديا من حملة الرماح والسيوف، يرتدون خوذات مختلفة الأشكال والألوان، من الذهبي،الي النحاسي، إلي الفضي.. أزياء نظامية ترمز إلي جنود الحقب التركية ال16 من قبائل (الهون، والكوك ترك، والخزر، وخوارزم شاه، والمغول، حتي الإمبراطورية العثمانية)!! صورة كرنفالية مثيرة للسخرية، وانشغلت بالفعل كل مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر والصورة، والسخرية من ذلك الاستقبال العثماني الذي أقامه أردوغان لأبو مازن، ووصفته حتي الصحف التركية بأنه مجرد (عرض أزياء) أو(سيرك عثماني بالقصر الرئاسي)بينما تساءل البعض(أين الجواري؟)و(أين حريم السلطان؟)!! فارق كبير بين الفولكلور، وبين استعراض الفولكلور،واستخدامه بصورة تبحث عن تسويق حضورها في الواقع، وافتعال زعامات وهمية... فارق كبير بين التاريخ، وبين تحويله إلي "كارت بوستال" وعروض كرنفالية تجوب الشوارع بحثا عن جمهور.. الحلم بعودة الخلافة، واستعادة الدولة العثمانية الإسلامية.. هذه عقيدة حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي التركي، والذي ينتمي له أردوغان.. (الخلافة) و(تنصيبه سلطانا علي البلاد)...هكذا جن جنونه، وفقد عقله بسقوط الإخوان في مصر..فقد تراجع حلم الخلافة، ولن يقف العسكر العثماني علي أبواب القصر..!هلاوس أردوغان التاريخية وشططه لا تنتهي..ولم يكن غريبا تصريحاته عن التدخلات التركية في سوريا ومصروالعراق،حين أشار(لقد كانت هذه الدول خاضعة للدولة العثمانية، التي تأسست تركيا علي ميراثها)!!