القوة العظمي الوحيدة في العالم بالطبع تهتم بجميع القضايا علي مستوي العالم إلا انه يظل التساؤل: ما الذي يجعل واشنطن تهتم بمحاربة داعش في سورياوالعراق، بينما تتجاهل التدخل بجدية في أزمة النزاع الطائفي في افريقيا الوسطي؟ الإجابة عن هذا التساؤل هي وجود أولويات للسياسة الخارجية الأمريكية، تلك الأولويات في عام 2015 كانت مجال استطلاع للرأي يجريه سنوياً مركز العمل الوقائي في مركز العلاقات الخارجية الأمريكي وشمل 2200 مسئول حكومي وأكاديمي وخبير أمريكي، ونشرته مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية. قسم التقرير التهديدات المحتملة حول العالم إلي ثلاثة مستويات من الخطر: الحمراء للتهديدات التي تحظي بأولوية عالية للسياسة الامريكية، والبرتقالية للتهديدات ذات الأولوية المعتدلة، والصفراء للتهديدات منخفضة الأولوية. وأشار التقرير إلي ان العنف في العراق بين داعش والجيش العراقي وبين السنة والشيعة هو الذي يحظي بالأولوية الأولي بالنسبة للولايات المتحدة في العام المقبل. وتتضمن السيناريوهات المحتملة عالية الأولوية: شن هجوم رئيسي علي الولاياتالمتحدة أو علي حليف أمريكي؛ وهجوم اليكتروني علي البنية التحتية الأمريكية؛ نشوب أزمة تشمل كوريا الشمالية؛ واحتمال توجيه ضربات عسكرية إسرائيلية ضد المواقع النووية في إيران؛ ومواجهة بين الصين وجيرانها بسبب مطالب إقليمية في بحر الصين الجنوبي؛ وتصعيد في الحرب الأهلية السورية؛ وتنامي الاضطرابات وتدهور الاوضاع في أفغانستان. والجدير بالملاحظة أن هذه القائمة تضم حالتين طارئتين لم تكونا قد أثيرتا في تقرير العام الماضي وهما: تكثيف القتال بين القوات الأوكرانية والميليشيات المدعومة من جانب روسيا في أوكرانيا؛ وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد أعرب الذين اجابوا عن هذا الاستطلاع هذا العام عن المزيد من القلق فيما يتعلق بالعراقوأفغانستان، بجانب "صعوبات اخري متنامية بخصوص المواجهة مع روسياوالصين"، أما السيناريو ذو "الأثر المنخفض" فهو "من الممكن أن ينطوي علي تداعيات إنسانية قاسية/ واسعة الانتشار عند بلدان ذات أهمية استراتيجية محدودة للولايات