«إيه اللي جاب القلعة جنب البحر»، رددتها وأنا أحدق في شاشة التليفزيون فاغرا فاهي بزاوية 180 درجة، وأنا أشاهد كلا من الإعلامي يوسف الحسيني وزميليه محمد فتحي ومحمد الدسوقي رشدي ضيوفا علي زميلهم أحمد موسي في طائرة الرئاسة خلال رحلتهم إلي الكويت. تذكرت وصف يوسف لزميله أحمد موسي في إحدي حلقات برنامجه علي الهواء بأنه الرجل القصير المنافق الذي يتملق الرئيس، وتذكرت رد موسي علي زميله يوسف من خلال برنامجه هو الآخر عندما وصف يوسف بأنه يبحث عن «سبوبة» وعلي رأسه بطحة و«متعور». خناقة بين مذيع يري 25 يناير ثورة وآخر يراها مؤامرة أنهاها مذيع ثالث «عمرو أديب» بمبادرة صلح. عاد يوسف وزميلاه فتحي ورشدي من الكويت رأسا إلي مدينة الإنتاج الإعلامي، وعبر برنامجه تحدثوا علي الهواء عن كونهم يمثلون الرأي المعارض للسلطة، وقال يوسف بالنص لضيفيه: «كلامكم معارضة أهو عشان العيال اللي بتزايد». نسي يوسف وزميلاه أو تناسوا أن «العيال اللي بتزايد» لم يشغل بالهم كثيرا ركوبهم طائرة الرئاسة، لأنهم يؤمنون بأن الحياة اختيارات وأن من حق كل شخص أن يختار المعسكر الذي ينتمي إليه. وتناسوا أن «العيال اللي بتزايد» لا ينكرون علي يوسف وزميليه محاولات الإصلاح من الداخل، ولكن الأزمة الفعلية هي ماذا فعل من يحاولون الإصلاح من داخل النظام وماذا قدموا لمعسكر ثورة 25 يناير وهم قريبون من النظام ومن الرئيس شخصيا؟! «يا أخي حتي ادونا أمارة». نسي يوسف وزميلاه أن المعارضة والسلطة «دونت ميكس» وفقا لمصطلح المعزول غير المأسوف عليه محمد مرسي. من حق كل إعلامي أن يركب طائرة الرئيس أو حتي يلوح لها «باي باي»، ومن حق كل إعلامي أن يؤمن بمنهج الإصلاح من الداخل، ولكن ليس من حق أي شخص قريب من السلطة الحديث باسم المعارضة.