العفو ليس ضعفاً، لا في العرف العام، ولا حتي في عرف الدين، حيث يحضنا المولي عز وجل علي انتهاج طريق العفو عندما نخير بين أمرين حيث قال الله تعالي في سورة الشوري "فمن عفا وأصلح فأجره علي الله، انه لا يحب الظالمين"، وقال تعالي في سورة الأعراف "خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"، كما أن العفو من شيم الكرام، وأخو الشهامة من عفا عن قدرة علي الانتقام.. وقبل هذا وذاك "فالعفو" هو الاسم السادس والستين من اسماء الله الحسني. اذن وبعد كل هذا أقول موجهاً حديثي الي الرئيس عبدالفتاح السيسي، افعلها، واعف عن الطلبة الجامعيين المحبوسين علي ذمة قانون التظاهر، لاسباب كثيرة أبسطها أن يكون بينهم بريئ أخذ بجريرة آخرين، أو أن يكون هناك مغرر بهم، والحماس أخذهم بحكم السن. سيدي الرئيس أنت وعدت، ووعد الحر دين، بأن تنظر في أمر هؤلاء الشباب بعد ان قال القضاء كلمته فيهم، ساعدهم علي العودة إلي الطريق الصواب، لا تتركهم لقمة سائغة للإرهابيين يصنعوا بحماسهم مجرمين وقتلة، وارهابيين باسم الدين، لا تصنع منهم شهداء. خلال لقائكم مع شباب الإعلاميين، وحتي مع رؤساء تحرير الصحف القومية مؤخرا استشعر الجميع أنك علي وشك اتخاذ قرار الاب تجاه ابنائه عندما يخطئون.. حسب بيانات المجلس القومي لحقوق الإنسان نحن نتحدث عن رقم أقل من 200 شاب، واذا اتخذت قرارك بالعفو الرئاسي عنهم بشروط، فأنت تمنحهم قبلة حياة، وفرصة ليروا حقائق الأمور، ويعيدوا النظر فيما فعلوه بالوطن. السيد الرئيس خذ العفو.. فهو من شيم الكرام، وانت كريم.. وكل سنة ومصر بخير بمناسبة ميلاد خير الأنام وبمناسبة العام الجديد.