محمد عبدالحافظ يدعونا الاسلام الي التسامح والعفو مع الآخرين، ويقول تعالي »وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ«.. وتتجلي صور العفو في موقف نبينا الكريم [ عندما دخل مكة فاتحاً لها بعد أن خرج منها ليلا هارباً من قسوة اهلها عليه وعلي المسلمين، ومن الإيذاء الدائم لكل من أشهر اسلامه، ووقف اهل مكة ينظرون ماذا سيفعل بهم من آذوه، فقال لهم محمد »[ « »ماذا تظنون اني فاعل بكم؟.. فقالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.. فرد عليهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء« ولم ينتقم من أحد.. ولم يؤذ أحدا، ولم يكن في قلبه غل تجاه أحد، ليضرب لنا مثلا في العفو عند المقدرة.. وليوضح لنا ما يجب ان تكون عليه اخلاق كل مسلم تجاه حتي الاعداء. ويعتقد البعض خطأً أن العفو يقلل من الكرامة، أو يجعلك في مرتبة متدنية، أو انك ضعيف، أو خائف من خصمك، ولكن تأكد أن كل ذلك من وساوس الشيطان الذي لا يزال يحرضك حتي تنتقم، وتأخذ بثأرك، حتي يستريح بالك.. فثق انك إذا عفوت وسامحت ستكون أكثر راحة، وستنتصر وقتها علي شيطانك، ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا قدرت علي عدوك، فاجعل العفو عنه شكراً لله للقدرة عليه. ولا تحسبن نفسك ضعيفا إذا عفوت وانت غاضب، فأنت قوي وممن يقول عنهم رسول الله »[ « ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عندالغضب«. ويقول تعالي: »وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ«.. ويقول في آية أخري » خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ«. اعف عمن ظلمك لتفوز بعفو الله عنك .