ونواصل الحديث عن أزمة الثقافة ومهمة المثقفين فنقول إن قضية التنوير هي قضية سيادة العقل الذي يطرد الخرافة، وذلك هو البرزخ الذي يجب ان تعبره الأمم لكي تنتقل من ظلام العصور الوسطي إلي حضارة القرن الواحد والعشرين، وهذا هو الدور الحقيقي للمثقفين. أقول قولي هذا وأكرره بمناسبة لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ممثلي المثقفين المصريين فالدولة ويمثلها الرئيس تستطيع أن توفر الامكانيات علي قدر طاقاتها وأوضاعها الاقتصاديةالصعبة، لكن علي المثقفين ألا يتكئوا علي جسد المؤسسات الحكومية فقط، وانما عليهم واجب في استئناف مسيرة التنوير ولايليق ولايجوز ان يتهربوا منه. وعلي ذلك فالدور الوحيد الذي اعرفه للثقافة أنه لم تؤد الثقافة هذه المهمة فإنها تكون قد خانت نفسها، اذا ما سعت كل هذه الادوات الثقافية التي تملكها من منصات فضائية وجرائد ومجلات متنوعة وكتب ونشرات وندوات ومؤتمرات ان لم تستكمل مسيرة التنوير وتنقلنا إلي ما نستحقه من ان نحيا في زماننا لا ان نرتد إلي الخلف حيث تسود الخرافة وتفسير الرؤي وطرد الجن والعفاريت. واخيرا فانني اكرر ان مهمة المثقفين هي التنوير الذي يعني سيادة العقل لكي ننتقل من الظلام والظلاميين إلي حضارة الفكر والتقدم.
آفة الرأي الهوي ما أضيف شئ أفضل من حلم إلي علم صاحب الصنايع السبع لا يتقن أية صنعة الفشل هو الشئ الوحيد الذي يمكن تحقيقه دون بذل مجهود. وكل عام ومصر بخير وسلام.