الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقى تعهد الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي بعضمان عدم رجوع الاستبداد إلي تونس وبالحفاظ علي حرية الصحافة الوليدة في البلاد. وقال السبسي في حوار للتليفزيون الرسمي التونسي إنها ليست جريمة ألا ينتخبه سكان الجنوب فهذا من جوهر الديمقراطية. وأكد السبسي أن صفحة الماضي طويت للأبد وأن رئيس الوزراء القادم لن يكون من وزراء الرئيس السابق زين العابدين بن علي وهو ما يعني استبعاد المرشح الرئاسي السابق كمال مرجان الذي كان وزيرا للدفاع والخارجية تحت حكم بن علي. ويستبعد المحللون أيضا تولي أمين عام حزب نداء تونس الطيب البكوش رئاسة الوزراء لأنه من المرجح أن يتولي رئاسة الحزب بدلا من السبسي. وبحسب «سي إن إن» فإن رئيس الحكومة لن يخرج عن ياسين إبراهيم رئيس حركة آفاق تونس -التي حلت ثالثة في الانتخابات التشريعية وتحالفت مع حركة نداء تونس- أو أن يستمر رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة في منصبه بالنظر للإجماع علي أدائه من الداخل والخارج رغم إعلانه أنه لن يستلم أي منصب في الحكومة الجديدة. أما المرزوقي فمن المرجح أن يعلن تشكيل حركة سياسية جديدة تقف في وجه استئثار حركة نداء تونس بالرئاسات الثلاث (البلاد والحكومة والبرلمان). من جهة أخري تواصلت ردود الفعل العالمية علي انتخاب السبسي حيث هنأت سورياتونس بانتخاب رئيس أعقبت فوز منافسه الباجي قائد السبسي. من جانبه دعا الرئيس التونسي المنتهية ولايته والمرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية إلي الهدوء بعد أعمال العنف التي أعقبت فوز منافسه الباجي قائد السبسي. وقال المرزوقي في بيان «الحملة الانتخابية انتهت وعلينا الآن أن ننظر إلي المستقبل» مؤكدا علي أهمية الوحدة الوطنية. ودعا المرزوقي المحتجين إلي قبول قواعد اللعبة الديمقراطية والعودة إلي منازلهم. وجاءت دعوة المرزوقي بعد أن أحرق محتجون غاضبون مقر حركة «نداء تونس» التي يتزعمها السبسي في تطوين جنوبي البلاد كما شهدت مدن بن قردان ودوز وقابس احتجاجات مماثلة. وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أنه حتي صباح أمس كانت عدة مواقع إلكترونية حكومية في حالة شلل تام بعد أن تمت قرصنتها من قبل محتجين نشروا ما يعتبرونه أدلة علي «تزوير» شاب عمليات الاقتراع وهو ما نفته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. من جانبه جديد للبلاد معتبرة أن الشعب التونسي «حدد خياراته بوضوح» كما رحبت إيران «بتعزيز العملية الديمقراطية». وهنأ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير السبسي لفوزه في الانتخابات التي وصفها بالديمقراطية معربا عن تقديره للطريقة التي ادار بها المرزوقي البلاد خلال السنوات الماضية. ومن ناحية آخري رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بانتخاب الرئيس الباجي قائد السبسي رئيساً للجمهورية التونسية، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أجواء من التنافسية البنّاءة..وتوجه العربي بخالص التهنئة إلي الرئيس السبسي والشعب التونسي الشقيق بمناسبة هذا الانجاز الهام، موضحاً أن هذه الانتخابات عكست الإرادة الحرة للناخبين التونسيين وأظهرت مدي الثقة الكبيرة والتقدير التي أولاها الشعب التونسي إلي الرئيس المنتخب..وأكد في بيان له أمس عزم الجامعة العربية علي التعاون الكامل مع القيادة التونسية المنتخبة، وتقديم كل أوجه الدعم لتونس من أجل ترسيخ العملية الديمقراطية وتعزيز مؤسسات الدولة، وكل ما من شأنه أن يحقق تطلعات الشعب التونسي الشقيق الذي أطلق الشرارة الأولي لثورات الربيع العربي واستكمل بنجاح جميع الاستحقاقات المطلوبة.