ان التوتر بين اليهود والعرب داخل اسرائيل بلغ نحوا غير مسبوق والعلاقة في أدني مستوياتها وداء العنف تغلغل بينهما في كل موقع و... « حان الوقت لنعترف بأمانة أن المجتمع الاسرائيلي مريض ومن واجبنا معالجة هذا المرض «...!! قبل المضي لابد أن أقرر الآتي: من حيث المعلومة المكنونة والحدث المخفي أو القبيح في سجلات اسرائيل, فأهم ما تكشّف وعرف به العالم انما جاء من مبادرات منهم فيهم أي اما يهود ذوو ضمائر من خارج اسرائيل, أو من داخل اسرائيل ذاتها من فئات خارج السرب الحاكم.. غير هؤلاء وأولئك لن تجد بين الاعلام الغربي والأمريكي بالخصوص من يخوض فيما يسيء لاسرائيل أو ينقله ويجرؤ علي نشره! من أحدث هذه النماذج ما نختاره اليوم ونبدأ بحديث « افرايم هاليفي « رئيس الموساد السابق لصحيفة تايمز الاسرائيلية ينبه الاسرائيليين من خلاله بأن انتخابات الكنيست مارس القادم مختلفة عما سبق وانها ليست باستفتاء علي رئيس الوزراء القادم انما هي اختيار سياسي عن مستقبل السلام مع الفلسطينيين.. ولا ينسي أن يحذر من اعتبار أن الامن الاسرائيلي ليس بسياسة لأن تفسير مفهومه مختلف عليه.. طرح رئيس الموساد السابق نموذج المفاوضات بين مصر واسرائيل قائلا: لو لم يكن طرفاها السادات وبيجن يتفاوضان وكل منهما يشعر بأنه في موقع قوة, وخرج منتصرا من الحرب, وأن كرامته مكفولة, لما أمكن توصلهما لاتفاق ولا تحقق سلام «... وقال انه لا نتيجة لتفاوض بين طرفين بدون نقطة مساواة بينهما, وانه يخشي ان يمر وقت طويل قبل ان يحدث ذلك مع الفلسطينيين, ان حدث ! رئيس الموساد السابق ألقي باللائمة علي الاسرائيليين وانهم المشكلة المعوقة للسلام « لذلك الشعور الداخلي بأن المسألة تنحصر في « اما نحن أو هم.. وطالما الشعور لدينا بقي علي هذا التعالي علي الفلسطينيين, نري أننا الأقوي والأفلح والأهم وبين أيدينا القياد فما هم غير مرتبة أدني !... اذن وضع كهذا يقول هاليفي لن يحقق نتيجة من تفاوض طالما طرفاه علي غير قدم مساواة ! « ننتقل من رئيس الموساد السابق, إلي رئيس اسرائيل الحالي وما أعلنه علي الملأ ويعتبر ربما أخطر عبارة علنية وردت علي لسان سياسي اسرائيلي ما زال في منصب رسمي... حدث ان تجلت لحظات صدق من الرئيس الاسرائيلي روفين ريفلين في كلمة له مؤخرا أمام مؤتمر الأكاديمية الاسرائيلية للعلوم والانسانيات فقال ان التوتر بين اليهود والعرب داخل اسرائيل بلغ نحوا غير مسبوق والعلاقة في أدني مستوياتها وداء العنف تغلغل بينهما في كل موقع و... « حان الوقت لنعترف بأمانة أن المجتمع الاسرائيلي مريض ومن واجبنا معالجة هذا المرض «...!! جميع الصحف الاسرائيلية نشرت الكلمة وجيروزاليم بوست نشرت العبارة بالبنط العريض: حان وقت المصارحة بأن اسرائيل مجتمع مريض وبحاجة لعلاج !... كما نشرت الاهانات التي وجهها اليمين الاسرائيلي بعدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لرئيس من الليكود ويقول مثل ذلك ! وكالات الأنباء الكبري امتنعت والصحف العالمية لم تنشر رغم وجود مراسلين لها, فلم يعرف العالم الخارجي شيئا من ذلك قبل أن يبادر نفر من اليهود المتحررين من الصهيونية بنشرما حدث علي المواقع الالكترونية... من بين هؤلاء فيليب فايس وهو صحفي أمريكي يهودي ومناهض للصهيونية معلقا بقوله: الصهيونية بدأت في 1894 بتيودور هيرتزل في باريس يسمع بأذنيه الهتافات المعادية لليهود تدوي وتنادي: الموت لليهود ثم... تمر مائة وعشرون عاما فاذا بهتافات اليهود تدوي في القدس تنادي: الموت للعرب...! يقول فيليب فايس انها البداية والنهاية. بداية الصهيونية السياسية ونهاية المشروع الفاشل... ولنتساءل معه ان كان باسرائيل من لديه شجاعة الاقدام وقدرة قيادة تاريخية مثل فردريك دو كليرك آخر رؤساء دولة جنوب أفريقيا العنصرية الذي قاد ودعم عملية التحول من دولة عنصرية نبذها العالم إلي دولة ديموقراطية متعددة العنصر.. أحسب أن العالم بدأ يقولها تباعا: أيها الاسرائيليون اما أن تكونوا دولة عنصرية أو دولة ديموقراطية.. هذان لا يتقابلان.. فاختاروا ! فمن احدث ما تابعت كتاب زلزل أركان الدوائر السياسية في اسرائيل العام الماضي بما أثاره من ضجة كبري تنضح من عنوانه : « متي وكيف تم اختراع الشعب اليهودي؟» والكتاب نشر باللغة العبرية لباحث بجامعة تل أبيب «شلومو زاند « ويجري حاليا ترجمته إلي 12 لغة ويصدر نهاية هذا العام عن دار نشر أمريكية... قرأت مضمونا للكتاب قدمه الصحفي ( توم سيجيف) في صحيفة هاآرتز الطبعة الانجليزية قال فيه بصريح العبارة وبالنص : أن الصهيونية العالمية اخترعت وقائع , وزيفت تاريخا , وخدعت العالم , وصولا إلي تحقيق مشروع الدولة اليهودية... يقول سيجيف نقلا عن الكتاب أنه « لم يحدث تاريخيا أن وجد (شعب) يهودي بل (دين) يهودي وأما رواية نفي أو طرد يهود فلسطين من قبل الرومان فلم يحدث بتاتا لأنه ليس في التاريخ ما يدل علي أن الرومان قد طردوا أي أمة بأسرها من الدول التي تم غزوها وانما من خرج في عهد الرومان من يهود فلسطين حدث باختيارهم ومن بقوا منهم اعتنقوا الاسلام مع مجيء العرب , وهؤلاء هم أسلاف الفلسطينيين الحاليين...» اختراع صهيوني , أي نوع من الفكر التآمري, بمعني أنه تأليف لأسطورة , مجرد ذريعة تبرر اقامة دولة..» يؤكد ما سبق وذكر تاريخيا من مؤرخين عديدين ومنهم يهودا وانما الكتاب يدفع بذلك تعزيزا لفكرة ان تكون اسرائيل دولة ديموقراطية للجميع وليس لليهود فقط.. ثم يقول: ولم لا مادام اليهود والفلسطينيون من جذر واحد...