جنديان من الجيش الليبى أثناء اشتباكات مع مسلحين فى مدينة بنغازى دعا زعماء أفارقة الدول الغربية إلي العمل علي حل الأزمة الليبية وإلي «إنجاز المهمة» في ليبيا عبر التدخل ضد المتطرفين في البلاد، معتبرين أن الأزمة تهدد بزعزعة استقرار حكومات بالمنطقة. وتتهم الدول الأفريقية الغرب بترك ليبيا تواجه مصيرها بمفردها بعد العمل العسكري الذي قام به حلف شمال الأطلنطي للإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وقال رئيس مالي إبراهيم أبو بكر كيتا أمام المنتدي الدولي حول السلام والأمن في أفريقيا الذي عقد في العاصمة السنغالية داكار «ما دامت المشكلة لم تحل في جنوب ليبيا فلن يحل السلام بالمنطقة». ودعا إلي وضع حد لحالة الفوضي في الجنوب الليبي الذي تحول حسب قوله إلي «وكر دبابير» وسوق هائلة للسلاح موجهة إلي بلاد المنطقة. وحث أبو بكر كيتا نظيره التشادي ادريس ديبي علي عرض الوضع علي الأممالمتحدة خصوصاً وأن تشاد عضو في مجلس الأمن في الوقت الحاضر. وخلال خطابه أمام المنتدي، اعتبر الرئيس التشادي أن ليبيا أرض خصبة للإرهاب وجميع أنواع المجرمين وأنه علي حلف الأطلنطي الالتزام باستكمال ما بدأه في ليبيا. وفي الخطاب الذي نال تصفيقاً حادا في ختام المنتدي قال ديبي «كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شئ آخر». وأضاف: «الحل ليس بين أيدينا، هو بين أيدي حلف الأطلنطي الذي تسبب في حدوث فوضي، ولا يتعين عليه سوي إعادة النظام، كما أن الأممالمتحدة التي وافقت علي التدخل (عام 2011) مسئولة أيضاً». وتابع: «لا يستطيع أي جيش أفريقي الذهاب إلي ليبيا للقضاء علي الإرهاب». وأشار الرئيس السنغالي ماكي سال إلي أن جيوش المنطقة سيئة التجهيز وبحاجة إلي المزيد من الدعم المادي من الغرب. ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلي وضع حد لدفع فدي للجماعات المتشددة لإطلاق سراح رهائن، وذلك في إشارة واضحة لقيام فرنسا بدفع فدي لتحرير رعاياها المختطفين. وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان الذي نشرت بلاده حوالي 3200 جندي في منطقة الساحل لمواجهة الجماعات الإسلامية أن المشكلات في جنوب ليبيا لن يتم تسويتها إلا بحل الأزمة السياسية في البلاد. وقال: إن فرنسا ترفض أي تدخل عسكري من دون توافر بعض الدعم الدولي. وسمح الفراغ السياسي في الشمال للجماعات المتشددة بإعادة تنظيم صفوفها في جنوب ليبيا القاحل الأمر الذي يهدد مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد. في تطور آخر، أعلنت الحكومة الليبية الموازية غير المعترف بها دولياً الإفراج عن أربعة أجانب من طاقم طائرة مؤجرة من الإمارات كانت تحمل مساعدات إنسانية إلي جنوب ليبيا واحتجزت في مطار غدامس غرب ليبيا في 14 نوفمبر للاشتباه بحمولتها.وأكد محمد الغيراني مسئول الخارجية في تلك الحكومة أنه تم الافراج عن أربعة أشخاص (ثلاثة أوكرانيين وروسي) من أصل سبعة أفراد من طاقم الطائرة. وأوضح أن ثلاثة أشخاص من طاقم الطائرة لا يزالون رهن التحقيق لدي النيابة العامة. في غضون ذلك، اعتبر مجلس النواب المنتخب المنعقد في طبرق أن الهجوم علي موانئ وحقول النفط جريمة ترقي إلي مستوي الإبادة الجماعية. وحمل مندوب ليبيا الدائم لدي مجلس الأمن إبراهيم الدباشي بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مسئولية تعثر الحوار بين الفرقاء الليبيين لإنهاء الأزمة الراهنة. وانتقد الدباشي في لقاء خاص مع قناة «سكاي نيوز عربية» مبعوث الأممالمتحدة إلي ليبيا برناردينو ليون، بعد أن قام بزيارة طرابلس واجتمع مع بعض أعضاء المجلس الوطني السابق ما يوحي برفع الشرعية عن مجلس النواب المنتخب بمدينة طبرق. ميدانياً، لقي ثلاثة جنود مصرعهم في تفجير بسيارة مفخخة في بنغازي، بينما أصيب 27 عسكرياً ومدنياً جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات «مجلس شوري ثوار بنغازي«.