شهدت الولاياتالمتحدة ليلة ثالثة علي التوالي من المظاهرات تنديدا باستخدام الشرطة للقوة مع ازدياد الأخطاء التي يرتكبها عناصر الشرطة ضد الأمريكيين السود، وذلك رغم قرار السلطات القضائية في نيويورك تشكيل هيئة محلفين جديدة للنظر في قضية مقتل شاب أسود برصاص شرطي أبيض في حادث عرضي في بروكلين. وكان أكاي جورلي قتل في سلم مبني شعبي سيئ الإضاءة في بروكلين في نوفمبر الماضي برصاصة واحدة أطلقها شرطي أبيض عن طريق الخطأ وأكد قائد شرطة نيويورك أن الضحية كان بريئا تماماً. وقال النائب العام في بروكلين سأقدم جميع الأدلة لهيئة المحلفين. وتحدثت عائلة جورلي للمرة الأولي منذ مقتل ابنها مطالبة بإحقاق الحق وقالت والدته وقد اغرورقت عيناها بالدموع إن «ابني لم يرتكب أي سوء كان رجلا طيبا يحب عائلته ويحب طفلته الصغيرة وكان يستعد لجلب حفيدتي لزيارتي لكي أراها للمرة الأولي«. وربط محامي العائلة مقتل جورلي بمقتل آخرين من السود برصاص الشرطة خلال الأسابيع الأخيرة في الولاياتالمتحدة وقال: «للأسف نعتبر أن ما حدث يشبه مجموة من عمليات الإعدام الحديثة خارج القانون». وبعد حفل تأبين لجورلي تجمع المئات من المتظاهرين وقطعوا حركة السير في نيويورك رغم هطول المطر. واستمرت المظاهرات لليوم الثالث في نيويورك احتجاجا علي قرار هيئة المحلفين عدم توجيه الاتهام لضابط أبيض تسبب في مقتل رجل أسود هو إريك جارنر في الصيف الماضي في ثاني قرار لصالح قوات الأمن منذ أحداث فيرجسون. وجرت المظاهرات بصورة سلمية واكتفي عدد كبير منهم بالتمدد علي الأرض كما لو كانوا موتي وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «حياة السود غالية» و»العنصرية تقتل». كما خرجت مظاهرات احتجاجية أخري ولاسيما في ميامي وشيكاغو وبوسطن ونيو اورليانز. وفي ميزوري ردد مئات المتظاهرين هتافات «ارفعوا أيديكم. لا تطلقوا النار» في ختام مسيرة طولها 130 ميلا بدأت قبل أسبوع في المكان الذي قتل فيه الشاب الأسود مايكل براون برصاص ضابط أبيض في ضاحية فيرجسون بمدينة سانت لويس في أغسطس الماضي وأثار قرار هيئة محلفين عدم توجيه اتهام للضابط موجة من المظاهرات في أنحاء الولاياتالمتحدة. وأدي تكرار الأخطاء الكارثية لعناصر الشرطة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص السود العزل في نيويورك وميزوري وأوهاويو وأريزونا إلي ارتفاع حدة الغضب الشعبي.