كلما زرت النقطة الحصينة « تبة الشجرة» أو موقع مدافع « أبو جاموس» في عيون موسي أتساءل لماذا لم نقم برفع القواعد وإعادة بناء «كبريت»؟ وتحويلها إلي مزار سياحي وشاهد علي صمود أبطال الكتيبة 603 مشاة فلولا هؤلاء الأبطال الأحياء والشهداء لنجح العدو في إنشاء معبر ثان علي القناة عند البحيرات المرة وقام بتطويق الجيش الثالث. ساعي البريد حمل لي الأسبوع الماضي مفاجأة سارة.. خطاب قال فيه صاحبه إنه أحد من ذكرتهم في مقالي « العودة إلي كبريت».. وأنه يحمد الله الذي أشركه في أعظم انتصار حققته مصر في العصر الحديث وهو حرب أكتوبر 73.. اللواء دكتور مهندس متقاعد «جابر» أستاذ علوم الحاسب بجامعة الأزهر أنهي خطابه بتوقيع يعتز ويفتخر به وهو نقيب جابر أحمد الشعراوي ضابط الشئون الفنية للكتيبة أثناء العمليات. يوميات المقاتل « جابر الشعراوي» كنز غال وشهادة مشارك في البطولة الأسطورية للجنود والضباط المصريين الذين يثبتون كل يوم أنهم « صدقوا ما عاهدوا الله عليه «.. بطولة «كبريت» بدأت في الثانية وخمس دقائق عندما عبرت الكتيبة بالمركبات والدبابات البرمائية إلي البر الشرقي وتوغلت سيناء لمسافة 25 كيلو مترا.. وبمجرد مشاهدتها قوات العدو اشتبكت معها وأحدثت بها خسائر منعتها من التقدم وإنقاذ عناصرها علي شاطئ القناة.. وواصلت الكتيبة المعارك يومي 7و8 أكتوبر وصدت هجمات العدو ودمرت له دبابتين وأسقطت له3 طائرات بقواذف «الحية».. وفي 9 أكتوبر تم تدعيم الكتيبة بسرية دبابات وسرية «ضبع أسود» وتكليفها باقتحام أقوي نقاط خط بارليف ومركز عملياته بالقطاع الأوسط في «كبريت» وهو ما حدث في سويعات وفر العدو منها أمام جسارة وشجاعة أبطالنا. وصلت كتيبة الأبطال مهامها في تدمر قوات العدو ومنعها من التقدم.. وفي 18 أكتوبر بدأ العدو في قصف « كبريت» بمدفعية «الهاون والهاوتزر» والصواريخ والهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لاستعادة النقطة من أبطالنا البواسل الذين لقنوهم درسا قاسيا ودمروا لهم 6 دبابات.. عاد العدو ليكررهجومه يوم 21 أكتوبر فتم تدمير دبابتين وعربة نصف جنزير وأخري جيب وأسر 3 من أفراده بينهم ضابطان..انسحب العدو يجر أذيال الخيبة تحت قصف وحشي من طائراته الفانتوم بقنابل ألف وألفين رطل مما أدي إلي تهدم النقطة الحصينة.. وعاد ليواصل هجومه ليلا بالمدفعية محاولا اختراق الموقع بدباباته.. وبمجرد اقترابه من حقول الألغام أصدر قائد الكتيبة المقدم إبراهيم عبد التواب أوامره بفتح النيران علي العدو وتم تدمير 12 دبابة و4 عربات نصف جنزيرمعادية.. ويعاود العدو هجومه في اليوم التالي ويفشل أيضا أمام أبطالنا ويخسر دبابة وعربتين نصف جنزير.. لتبدأ مرحلة الصمود وتحدي العطش والجوع ونقص الذخيرة والسلاح والدواء وعدم إخلاء الجرحي وانقطاع الاتصالات مع قيادة الجيش الثالث.. وللحديث بقية.