وفي غفلة من الزمن أمتطوا تلك الثورة وجثموا علي أنفاس أبطالها وسعوا الي السلطة بكل تعصب.. ووقعت في تلك الأونة مذابح كثيرة راح فيها كثير من الشهداء والمصابين كعادته دائما أدرك الرئيس السيسي خطورة ما يحدث هذه الأيام في الشارع المصري.. خاصة بعد صدور أحكام القضاء فيما يعرف بمحاكمة القرن والمتهم فيها الرئيس الأسبق مبارك ونجلاه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعديه وحسين سالم والتي إنتهت بالبراءة يوم السبت الماضي وما صاحب ذلك من مظاهرات بدأت بالقرب من مقر المحكمة ثم انتشرت في الشوارع والميادين لتنتهي بميدان التحرير ووقوع قتيلين و15مصاباّ عندما اصطدم جناحا تلك المظاهرات الغاضبة والتي كانت بين مؤيدي الحكم والغاضبين بسببه.. ولعل أسوأ ما في هذه المظاهرات هذا الانقسام الكبير للمشهد السياسي حيث انقسم الشعب الي مؤيدين لثورة 25 يناير وآخرين لثورة 30 يونيو وفي نفس الوقت ظهر جانب ثالث لأول مرة علي الأحداث يسييء الي هاتين الثورتين ويكيل بالاتهامات لكل من شارك فيهما.. وهنا جاء القرار الشجاع للرئيس السيسي الذي أصدره بهدف رسم قانون يجرم الأساءة لهاتين الثورتين ومعاقبه من تثبت عليه هذة الاتهامات وكان الرئيس علي حق عندما أكد أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو جاءتا تنفيذاّ لرغبة الشعب الذي طالب بالتغيير للقوي السياسية التي كانت تسيطر وتحكم قبل كل ثورة وكلنا نذكر قوله أن ثورة 25يناير جاءت متأخرة بنحو15 عاماّ.. وإذا عدنا للوراء فإننا نجد أن عهداً طويلاً من القهر والفقر والجوع والانهيار في كل مناحي النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتي جعلت الشباب قبل الكبار يخرجون الي الميادين في العاصمة وبقية المحافظات صباح 25يناير 2011 مطالبين الرئيس الأسبق مبارك بالعيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ولكنه ونظامه ورجاله ظنوا أنها ثورة صغار سرعان ما ستنتهي وأن زمام الأمور باقي بيده للأبد ولكن إيمان الشعب بهذه الثورة وتماسك أفراده أدي الي أن تنجح الثورة في الاطاحة بمبارك وتخليه عن الحكم بل والزج به ورموز نظامه الي السجون في هذة الأثناء ظهر الأخوان المسلمون علي المسرح السياسي وفي غفلة من الزمن أمتطوا تلك الثورة وجثموا علي أنفاس أبطالها وسعوا الي السلطة بكل تعصب.. ووقعت في تلك الأونة مذابح كثيرة راح فيها كثير من الشهداء والمصابين وسمعنا وسجل التاريخ بقعاً دموية ّ علي ثوب الثورة وانتشر الرصاص والقنابل والصواريخ وظهر ما يعرف وقتها باللهو الخفي أو الطرف التالت الذي حّمله الأخوان والجيش معاّ مسئولية شهداء هذه الثورة.. وعلي مدارعام كامل من حكم الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته الأخوانية إنحدرت مصر الي بئر مظلم وعميق وشهدت انهيار كامل في الاقتصاد وتوقف في العمل والانتاج وأصبح الجميع يعيشون في أجواء مظلمة ورهيبة لا أحد يعلم مداها غير الله سبحانه وتعالي وانتشرت مظاهرات التصادم القاتلة التي ينظمها ميليشيات الأخوان ضد جموع الشعب وتبين أن الأخوان لا يسعون الي اصلاح بل يرتكبون جرائم الدمار وهنا اندلعت نيران التغيير في صدور الشعب وفوض الجيش يوم 30يونيو 2013وقائده لتقوم ثورة مصر ضد مرسي وجماعته وتكتب لمصر أنها بلد قادرعلي التغيير من أجل مستقبل أفضل.