متي نعرف جميعا أننا مسئولون أمام الوطن وأن لنا دورا كبيرا في الحفاظ عليه وهذا لن يتأتي إلا إذا كنا ايجابيين في التعامل مع مشاكله ومايهدده وكفانا سلبية أسوأ شيء فينا أو في أغلبنا هو تلك السلبية التي نتعامل بها مع كل شيء في حياتنا نري الخطأ والخطر يقع أمامنا ونعلنها بصراحة «إحنا مالنا» مع انه يمكن ان يمسنا او يصل الينا أو يصيبنا بمكروه.الحكاية ببساطة مع انها قمة الخطورة تتعلق بما نمر به من أحداث تتطلب من الجميع الا يتهاون أو يتقاعس عن ان يضع عينيه في منتصف رأسه لان هناك ما يحيق بنا من مؤامرات تستهدف زعزعة أمن وسلامة هذا الوطن الآمن. شاءت ظروف زوجتي ان تستقل اتوبيس النقل العام للسفر للاسماعيلية بعد ان فاتها اتوبيس الجامعة وقمت بتوصيلها الي محطته بالماظة وتركتها للذهاب لعملي وبعد اقل من ساعة كانت تتصل بي وهي تكاد توشوشني في تليفونها المحمول بصوت منخفض وهي تتساءل ماذا أفعل؟ الشخص الذي يجلس أمامي في الاتوبيس يحمل كيسا بداخله شيء شكله غريب تتدلي منه اسلاك وبجواره كرتونة أخري تحت الكرسي المجاور.. وعلي الفور بادرتها بقولي اخبري السائق ولا تخافي فقد يتخذ الموقف المناسب.. ولكنها فوجئت برده: ما تخافيش يامدام سيبيها علي الله. وعادت لتطلبني وهي تخبرني بما حدث وهي مترددة بين ترك الاتوبيس خوفا من ان يكون ما بداخل الكيس قنبلة او ان تستسلم لما قد تسفر عنه الرحلة وامرها لله خاصة بعد ان اخبرها السائق ان هذا الشخص سيترك الاتوبيس في منتصف الرحلة. ما زاد الامر هو السلبية التي كان عليها ركاب الاتوبيس الذين ابدوا استياءهم خوفا من تعطلهم مع ان الامر يتعلق بأمانهم لو لاقدر الله كان في الأمر شيء خطير. عادت مرة أخري لتسألني ماذا افعل خاصة ان الناس داخل الاتوبيس كلهم مستغربون من موقفي وهنا اسرعت بدون تردد بالاتصال باللواء سيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات ولم يكن لي سابق معرفة به وهذه هي الحقيقة ولكن حصلت علي رقمه من زميلي حسن بركة الذي يقوم بتغطية نشاطات هذا القطاع الأمني الخطير ولم اخف عليه قلقي ولكنه أكد لي أنه سيقوم فورا بايقاف الاتوبيس وارسال قوة لفحص الشيء المشتبه به ثم يعود لطمأنتي وخلال ثوان كان علي اتصال بزوجتي وخلال ثوان أخري كان رجال الامن قد استوقفوا الاتوبيس وقاموا بفحصه والتأكد من خلوه من المخاطر بعد ان اتضح ان الاسلاك تخرج من معدة حملها الراكب الذي يبدو انه عامل اجري وعاد اللواء سيد ليصف لي ما حدث وعندما هممت بشكره فاجأني بقوله: الشكر لكم انتم فالايجابية هي ما نطالب به الناس كلها لنقضي علي الارهاب والعين الصاحية الواعية هي أداتنا حتي ولو قضينا كل اليوم في الفحوصات فهذا هو واجبنا نقوم به راضين. الحديث داخل الاتوبيس رغم ذلك الموقف لم يخل ايضا من السلبية غير المطلوبة فالناس لم يكن لها الا القول: وكان لزمته ايه التعطيل!! التعطيل كان لازما من اجل سلامة الجميع وهنا اتساءل اين رجال الامن التابعون لشركات شرق وغرب الدلتا والصعيد؟ لا اري أي انسان يقوم بتأمين محطات تلك الاتوبيسات او حتي مراجعة حقائب الركاب او ما يحملونه من امتعة مع ان هذا ابسط شيء وأول وأهم مبادئ الامن والامان. الا تهمهم ارواح الركاب خاصة في ظل تلك الظروف الصعبة التي نمر بها جميعا ويمر بها هذا الوطن الذي علينا جميعا ان نحميه بأعيننا وارواحنا وفي ظل ذلك الارهاب الاسود الاعمي الذي يستهدف حتي البسطاء؟ انني اتساءل ما نتيجة التحقيق في احتراق 3 اتوبيسات خاصة بأتوبيس شرق الدلتا بعد خروجها من الجراجات بلحظات دون تأمينها وكيف حدث لها ذلك؟ هناك اهمال جسيم في تلك الشركات تتداركه بحماية محطاتها وأتوبيساتها وقبل هذا وذاك تأمين ركابها وهذا هو واجبها والا فلتغلق أبوابها.