أثارت استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل جدلا واسعا كونها جاءت بشكل مفاجيء في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس باراك أوباما تحديات خطيرة تتعلق بالأمن القومي منها محاربة تنظيم داعش في العراقوسوريا وتعديل خطط للخروج من أفغانستان. واختلف خبراء ومحللون سياسيون امريكيون حول تداعيات استقالة أبرز منصب في الادارة الأمريكية بعد الرئيس. واعتبر خبراء ان اوباما قدم هاجل ك»كبش فداء» بعد اخفاق سياسته الخارجية «العرجاء». كما لم يستبعد الخبراء أن تكون خلافات داخلية في الإدارة الأمريكية نفسها هي التي شجعت علي هذه الاستقالة خاصة مع صعود تنظيم داعش. وهناك انطباعاً سائداً داخل الإدارة الأمريكية يشير إلي أن هاجل وهو الجمهوري الوحيد فيها, لم يظهر مستويا عاليا من الكفاءة ولم يبلور استراتيجية دفاعية واضحة. ولم يستبعد محللون آخرون في الشئون الخارجية والدفاعية أن يكون هاجل قد أجبر علي التنحي لأنه أثار العديد من الأسئلة عن السياسة التي تتبعها الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا وذلك في مذكرة مسربة الشهر الماضي والتي طالب فيها ايضا باستراتيجية اكثر تحديدا للتصدي لداعش. كما انه شكك في سياسة اوباما في الاعتماد علي الضربات الجوية وحدها في مواجهة داعش. ورأي مسئولون امريكيون ان هاجل المحارب السابق في فيتنام, شعر بالاحباط لعجزه عن استخدام نفوذه في التأثير في جوانب رئيسية من الاستراتيجية الامنية بما في ذلك الحرب ضد داعش. ويسمح عزل أوباما لهاجل بضخ دماء جديدة في فريقه في وقت يواجه فيه تحديات متعددة في الخارج في عاميه الاخيرين في السلطة بما في ذلك امكانية تعيين اول وزيرة للدفاع في الولاياتالمتحدة.. فمن أبرز المرشحين لخلافة هاجل ميشيل فلورنوي الوكيلة السابقة لوزارة الدفاع واشتون كارتر النائب السابق لوزير الدفاع وجاك ريد السناتور الديمقراطي عن رود ايلاند. ويعد هذا أول تغيير كبير بإدارة أوباما منذ هزيمة حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس قبل ثلاثة أسابيع. وباستقالة هاجل يصبح اوباما اول رئيس امريكي منذ هاري ترومان يتولي في عهده اربع وزراء دفاع. وتوالت ردود افعال الصحف العالمية علي اعلان استقالة هاجل. وذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن هاجل أقيل من منصبه بعد فشل الاستراتيجية التي وضعها البيت الأبيض في مواجهة داعش. كما اعتبرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية استقالته صدمة كبيرة.