يجلس علي رصيف احد الشوارع الهامة بمنطقة المهندسين معلقا بورتريهات للكثير من الفنانين امثال اسمهان واسماعيل ياسين والزعيم جمال عبد الناصر وغيرهم من المشاهير..يمتلك فقط قلما للرسم مع لوحة بيضاء وقطعة خشبية..يبلغ من العمر 28 عاما ولكن أنامله الذهبية توضح انه أكبر من ذلك بكثير..فنه يوحي انه خريج احدي كليات الفنون الجميلة متخصصا في الرسم ولكن تفاجأ عند الحديث معه انه خريج دبلوم صنايع.. مصري الماني..تقدم للدراسة في احدي الدورات بكلية فنون جميلة ولكن اكتشف ان قدراته تفوق قدرات ما يدرس..رحلة كفاح كبيرة بدأها محمد نجيب حتي حمل لقب «رسام»..بدأ بالعمل في مهنة موظف أمن ثم مندوب للمبيعات حتي تعرض لحادث كبير جلس علي اثره في منزله 3 سنوات..هنا جاءت من المحنة والألم والدموع..المنحة..فقد اكتشف خلال فترة جلوسه في المنزل انه احد المبدعين في عالم الفن وتحديدا الرسم..مسك بقلمه وقرر أن يرسم معاناته بدأها بشخابيط ولكنها تحولت إلي لوحات فنية تجسد الواقع..قرر ان يخرج إلي النور ومن نطاق غرفته لينطلق في شوارع القاهرة راسما المناظر الطبيعية وبورتريهات المشاهير, ولان العائد المادي هو سبيل الحياة قرر ان يرسم بورتريهات في منطقة الحسين..قبل اندلاع ثورة ينايروكان معدل اللوحات التي يرسمها تصل إلي 5 لوحات يوميا, وجاءت الثورة بما لا تشتهي الاقلام واللوحات, فتوقف عن الرسم لفترة بسبب انخفاض معدل السياح, ولكن لان الرزق بيحب الحركة قرر نقل مكان نشاطه إلي منطقة اخري واختار احد شوارع المهندسين لتكون نقطة اشعاعه لفنه ورسوماته..محمد قال ان اكثر الرسومات شراء وطلبا من الجمهور هي صور الزعيم جمال عبد الناصر وام كلثوم وصدام حسين..مضايقات البلدية ومطارادات شرطة المرافق هي اكثر ما يؤلم محمد حيث يتعاملون معه علي انه بائع متجول, ولكن وصف الجمهور له بالفنان يزيد من عزيمة محمد علي تحمل تلك المطاردات والرجوع مرة اخري إلي مكان الرسم, اما عن اطرف المواقف يقول محمد عندما أتي اليه رجل «أصلع» وقاله ارسمني بقصة». ! !