تأخرنا كالعادة واعتقد ان المغرب والجزائر هما اللذان استفادا من هذا المشروع، وأري الان عودة الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي والهام والذي لن يؤثر بحال من الاحوال علي امكانية ادخال الطاقة النووية لتوليد الكهرباء من مفاعل الضبعة. لاحظت بسعادة بالغة ان المجلس الاستشاري العالمي الذي شكله السيد الرئيس مؤخرا يضم 4 من العلماء المصريين من المانيا المهندس/ هاني النقراشي، والمهندس/ ابراهيم سمك، والمهندس / هاني عازر، والدكتور/ هاني الكاتب كنت قد سعدت بمعرفتهم خلال عملي سفيرا لمصر في برلين، وشعرت انهم يستطيعون ويرغبون في تقديم الكثير لوطنهم. وبالفعل عقدنا بمقر السفارة مؤتمرا علميا في عام 2002 ضم عددا كبيرا من العلماء المصريين والالمان في مجال الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية برعاية المهندس/ هاني النقراشي وارسل السيد الوزير حسن يونس وزير الكهرباء في ذلك الوقت مجموعة متخصصة من وزارة الكهرباء المصرية لحضور هذا المؤتمر. وكانت البداية للاهتمام بالطاقة الشمسية في مصر، مع ان اول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية كانت في المعادي اوائل القرن الماضي. الامر الهام ان المانيا اهتمت بهذا الموضوع علي اعتبار انها ستغلق مفاعلاتها النووية التي تعتمد عليها في توليد الكهرباء لهذه الدولة الصناعية الكبري، وكانت الفكرة محل البحث وهو المشروع المعروف Desert tecب ان يتم استغلال الطاقة الشمسية في مصر وتصدير بعضها إلي المانيا، بعد ان توصل العلم إلي امكانية نقل الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية إلي مسافات بعيدة. تأخرنا كالعادة واعتقد ان المغرب والجزائر هما اللذان استفادا من هذا المشروع، وأري الان عودة الاهتمام بهذا الموضوع الحيوي والهام والذي لن يؤثر بحال من الاحوال علي امكانية ادخال الطاقة النووية لتوليد الكهرباء من مفاعل الضبعة. المهندس/ ابراهيم سمك هو من وضع نظام الطاقة لمبني المستشارية والبرلمان الألماني باستعمال الطاقة الشمسية في المانيا ويستطيع أن يقدم الكثير في هذا الشأن أيضا. اما عن المهندس/ هاني عازر فقد حضرت تكريمه من المستشارة الألمانية مريكل، وتكريم آخر من عمدة برلين وكنت دائما أحرص علي تقديمه للطلبة المصريين من أوائل الثانوية العامة الذين يزورون ألمانيا كل عام بتنظيم من صحيفة الجمهورية، وأدعوه للتحدث أمامهم كنموذج لشاب مصري استطاع اختراق المجتمع الألماني والتفوق علي أمثاله من الألمان واجتاز حاجز اللغة وأصبح عالما في موضوع الإنفاق وساعد علي الانتهاء من أكبر محطة قطارات في أوروبا في زمن قياسي وقبل مباريات كأس العالم لكرة القدم. و بمناسبة رحلة أوائل الثانوية العامة أتذكر الآن أنني أعددت لهم مفاجأة في 2004 ونظمت مقابلة مع مستشار المانيا في ذلك الوقت جيرهارد شرودر، وكان مدير مكتبه وزير الخارجية الحالي شتا ينمير الذي لم يكن يتوقع أن يوافق المستشار علي هذه المقابلة، وبعد المقابلة التي استغرقت وقتا أكثر من المقرر بحوالي نصف ساعة، كان المستشار الالماني قد اطلع علي مجموعة من المعلومات الصادقة من أبناء مصر من مختلف المحافظات المصرية، وأعجب كثيرا بقدرتهم علي التحدث بلغة أجنبية غير العربية، واقترحت عليه منحهم منحا تعليمية في الجامعات الألمانية ولكن لم تتمكن البيروقراطية الألمانية من استيعاب هذا الاقتراح. و قد يكون مناسبا التفكير في إيفاد بعض البعثات من خريجي الثانوية مباشرة إلي خارج مصر، وحتي اذا لم يعودوا سيكونون ذخيرة لهذا الوطن في المستقبل. الدكتور/ هاني الكاتب متخصص في علم الغابات بجامعة ميونخ وساهم في تطبيق فكرة الحزام الأخضر حول القاهرة، وقد يظن البعض أن الغابات امر غير مطلوب في مصر، وأستطيع أن أذكر أهميتها الكبري للبيئة ومكافحة التصحر والصناعة أيضا.. هناك الكثير من النماذج الرائعة التي تريد أن تقدم لمصر كل الخبرة والعلم، أبناء مصر في الخارج يحملون طاقة عظيمة علمية وفكرية ومادية ويجب أن يتم توظيفها من أجل التنمية في مصر وهم علي استعداد لتقديم كل شيء بدون انتظار لمقابل. و كنت قد سمعت خلال زيارتي لمدينة شيكاغو أن الأطباء المصريين هناك يوفرون دورات تدريبية لشباب الأطباء من مصر، وكل هذا الجهد أعتقد أنه يحتاج إلي من ينظمه ويرعاه في القاهرة. و أردد منذ سنوات أهمية وجود مفوضية عليا للمصريين في الخارج تعمل بهم ومن أجلهم ويمكن ان يتولها احد العلماء من الخارج وهناك من يريدون العودة لأرض الوطن. اعتقد اننا في حاجة إلي مجلس استشاري اجتماعي ايضا، لانه لايكفي ان نهتم بالعلم ولا نهتم بالانسان وتنميته اخلاقيا وذهنيا. نحتاج إلي عمل كبير في مختلف نواحي التنمية وخاصة التنمية الاجتماعية التي تخاطب الانسان وتنمي قدراته الذهنية والاخلاقية. و سوف يكون لذلك مردود ايجابي علي فوضي المرور في مصر وسلوك القيادة الذي ليس له مثيل ولا يتناسب مع قيمنا وحضارتنا وتراثنا. الشارع في مصر يعكس صورة قاتمة عن المجتمع لا تليق بهذا الشعب العظيم ولا بهذه الدولة العريقة التي أنجبت العلماء وفي مجال وتستفيد بهم دول العالم. أؤكد علي هذا الاقتراح ولدينا علماء اجتماع وتربية وعلماء في الدين يمكن لهم أن يضعوا ميثاقا جديدا لنهضة الإنسان المصري وتعظيم سلوكياته.