هل الممرضة المصرية ظالمة أم مظلومة.. هل مازالت ملاكا للرحمة.. أم أصبح تفكيرها في الأجر والحافز يسبق مشاعرها وعواطفها.. واهتمامها بالمريض يتوقف علي ما يدفعه أهله!!.. من منا يقبل تقديم أي عذر لممرضة تضرب عن العمل وترفض تقديم المساعدة لمريض في حاجة اليها.. كيف نتعاطف مع ممرضة تترك مكانها وسط المرضي .. وتقف علي باب المستشفي في عز أوقات العمل احتجاجا علي تأخر صرف حوافزها!!.. هذا للأسف ما قرأنا وسمعنا عنه داخل المستشفي الأميري الجامعي بالاسكندرية الأسبوع الماضي.. صحيح أن الواقعة مازالت قيد التحقيقات.. لكن الثابت رسميا أن المستشفي أغلق أبواب الاستقبال والطوارئ في وجوه المرضي من مساء الخميس حتي فجرالجمعة لعدم وجود ممرضات.. وأن هناك أطباء قدموا محاضر في القسم لإخلاء مسئوليتهم بعد عجزهم عن التعامل مع الحالات بسبب غياب الممرضات المسئولات عن عهدة السرنجات وتذاكر الدخول ومستلزمات أجهزة رسم القلب وغيرها.. وأن د.طارق خليفة القائم بأعمال المدير أدار الأزمة بمهارة بسرعة تحويل الحالات إلي مستشفيات أخري بالتعاون بين المحافظ ووزارة الصحة. الغريب أن ممرضات المستشفي يرون ما حدث ليس إضرابا.. بل وقفة احتجاجية لا تؤثر علي سير العمل.. حيث شارك فيها جزء من الممرضات..بينما يؤدي الآخرون عملهم. وللأسف.. فإن هذه الرؤية تخلو من الشعور بالمسئولية.. لأن المستشفي يعاني أساسا نقصا في الممرضات.. واختفاء أي عدد من الوردية يؤثر بشدة علي سير العمل وعلي الخدمة والرعاية المقدمة للمرضي. لا ينكر أحد أن الممرضة المصرية تعمل في ظل ظروف صعبة.. مثل ضعف الأجور والحوافز .. زيادة ساعات العمل بسبب نقص الأعداد.. ضعف الامكانيات..غياب الأمن في المستشفيات.. تأخير صرف مستحقات السهر والورديات.. اهمال التعليم والتدريب.. ويضاف لكل ذلك نظرة المجتمع السلبية وسوء معاملة المريض وأهله. . ورغم تقديرنا لكل هذه المشكلات.. فليس من حق الممرضة أيا كانت ظروفها ومطالبها أن تضرب عن العمل وتتخلي عن مساعدة مريض في حاجة اليها.. خاصة ان هذا المريض الفقير ربما يعاني نفس ظروفها و أكثر.. مضافا اليها معاناة المرض وآلامه. مرة أخري أؤكد أن واقعة الإسكندرية مازالت قيد التحقيقات..لكن أصابع الإتهام تحاصرالممرضات بالفعل في العديد من المستشفيات الحكومية..وكل ما أتمناه الآن أن يكون لنقابة التمريض دور إيجابي في هذه القضية..فكما تساند النقابة ممرضاتها في مطالبهن.. يجب ايضا أن يكون لها دور حاسم في محاسبة من يثبت إهماله حتي تعود الممرضة.. ملاكا للرحمة.